القاهرة | انقلاب مباغت تتعرّض له ipsos في سوق الفضائيات المصرية، إذ قررت أغلبية القنوات الرئيسية في مصر، وفي مقدمتها «الحياة» و«النهار» و«سي. بي. سي»، و«أون. تي. في»، الانسحاب من الشركة العالمية التي تعد الأكثر انتشاراً في الشرق الأوسط، وتعدّ نتائج أبحاثها المؤشر الأهم على مستوى جماهيرية كل قناة. مؤشر تستخدمه القنوات لاحقاً عند التفاوض مع المعلنين.
بدأت القصة السبت الماضي عندما تداول العاملون في سوق الفضائيات في ما بينهم تقديم القنوات المصرية بلاغات منفصلة ضد ipsos في واقعة تعدّ الأولى من نوعها. في هذه البلاغات، اتهمت المحطات المصرية الشركة الشهيرة بـ«التلاعب» بنتائج بحوث المشاهدة واحصاءات الإقبال الجماهيري، من أجل خدمة قنوات غير مصرية على نحو يهدّد «باختراق السوق الفضائي المصري»، وفق البلاغات التي انتشرت لاحقاً، ثم أُرسلت إلى الصحافيين مساء الإثنين الماضي. لم تتضمن البلاغات اسم القناة الاجنبية التي تُتَّهم ipsos بالتلاعب لمصلحتها، لكن المقصود هو قناة «mbc مصر» كما علمت «الأخبار». المحطة السعودية كانت في المركز العاشر في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، لكنّها سرعان ما قفزت إلى المركز الثالث في مطلع كانون الثاني (يناير) الحالي وفق ipsos. رئيس مجلس إدارة الشركة عمرو قيس نفى في بيان رسمي كل الاتهامات الموجَّهة إلى ipsos ، مؤكداً أنّه بحكم تداول أسهمها في البورصة الفرنسية، فهي تخضع لأعلى معايير الرقابة الدولية. وأضاف: «إذا كنا نزوّر معلومات وأرقاماً... فأين كانت القنوات طيلة هذه السنوات التي تعاقدت معنا فيها؟ ولماذا لم تقاضِنا طوال السنوات الماضية؟». المستشار الإعلامي لقناة «الحياة» معتز صلاح الدين ردّ على بيان ipsos على نحو غير مباشر، حين أكد أنّ القنوات تعاني مماطلة ipsos عندما تطلب الاطلاع على استمارات البحث، أو الاستماع إلى المكالمات الهاتفية التي يجريها باحثو الشركة مع المشاهدين لاستطلاع آرائهم. وتشارك «الحياة» في الحملة ضد ipsos برغم أنّها لا تزال تحتفظ بالمركز الأول وفق نتائج آخر استطلاعات للشركة، لكن بحسب صلاح الدين، فالقضية وطنية تمس السوق المصري كله لا المنافسة بين الفضائيات فقط. بعد انطلاق الحملة الرباعية ضد ipsos من «الحياة»، و«النهار»، و«سي. بي. سي»، و«أون. تي. في»، انضمت قنوات أخرى إليها، من بينها «دريم»، و«التحرير»، و«صدى البلد»، و«الفراعين»، على أن يصدر في ساعة متأخرة من مساء أمس قرار جماعي من أعضاء غرفة صناعة التلفزيون، التي أسسها محمد الأمين أخيراً (مالك «سي. بي. سي»)، يقضي بالانسحاب من ipsos من دون انتظار نتائج البلاغات أو رد الشركة. من جهتها، أكّدت الأخيرة أنّها متمسكة بموقفها وستستمر في السوق المصري حتى لو انسحبت كل هذه القنوات. وهو الأمر الذي سيجبر الشركة على اقتصار عملها على القنوات غير المصرية العاملة في مصر. في هذا الوقت، بدأت القنوات المصرية في الكشف عن مراكزها في سباق الفضائيات طبقاً لبحوث شركة منافسة أخرى هي parc.

يمكنكم متابعة محمد عبدالرحمن عبر تويتر | @MhmdAbdelRahman