بعد أكثر من عام على توقّف الرحلات الجويّة في مطار حلب الدولي، عاد المطار إلى العمل أمس، بعد نجاح الجيش السوري في تأمين حمايته وطرد المجموعات المسلحة التي كانت تشكّل خطراً عليه. تأمين المطار إنجازٌ جديد يسجّل لمصلحة الجيش في محافظة حلب والمنطقة الشمالية من البلاد، بعدما تمكّن في المرحلة الماضية من السيطرة على محاور خناصر ــــ السفيرة ـــ اللواء 80. وكانت السفيرة تحت سيطرة المسلحين حتى تشرين الثاني 2013، وتحريرها أربك الجماعات المسلحة، حتى وصل الأمر إلى اندلاع اشتباكات في ما بينها بسبب انسحاب عدد من الألوية والجماعات المسلحة تحت ضربات الجيش.
وحطّت أمس أول طائرة ركاب في المطار بعد إعادة الجيش الأمن والاستقرار إلى المناطق المحيطة، وتأهيل وإصلاح الأضرار التي لحقت به. ونقلت الطائرة وفداً من الصحافيين السوريين، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام السورية، من دون أن تتعرّض لأي استهداف. وقال مصدر عسكري لـ«الأخبار» إن «إعادة تشغيل المطار إنجاز ضخم»، مشدداً على أن «عملية ضرب البؤر الإرهابية مستمرة ».
وكانت الجماعات المسلحة قد حاصرت المطار في العام الماضي، بعد أن أطلقت في شباط 2013 ما سمّته «معركة المطارات»، وتمكّنت فيها من الهجوم على عدد من القواعد الجوية، بينها موقع «اللواء 80» المكلف بحماية مطار حلب وقاعدة النيرب العسكرية.
تقدم الجيش السوري ينسحب بسرعة قياسية منذ أسبوع على أغلب مناطق محافظة حلب التي استقطبت العدد الأكبر من المسلحين من مختلف الجنسيات، في ظل المعارك الشرسة بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» من جهة، و«جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» من جهة ثانية. وأحكم الجيش سيطرته على شركة الكهرباء وحي الحنفية شمالي غربي مطار النيرب العسكري الاستراتيجي منذ أيام، وسيطر أمس على بلدة العزيزية غربي النيرب، بعد أن استعاد محيط منطقة النقارين وتلة الشيخ يوسف (شرقي حلب) القريبتين من منطقة الشيخ نجار ــ المدينة الصناعية، وتحرير بلدة الصبيحية (جنوبي شرقي حلب)، إضافة إلى سيطرته على أربعة مواقع استراتيجية (شمالي شرقي حلب) وهي النقارين والطعانة والزرزور والمجبل.

كمائن في صيدنايا

وبعد ظهر أمس، خفتت حدّة الاشتباكات في محيط بلدة صيدنايا، بعد معارك استمرت من فجر الأحد الماضي، أدّت إلى قتل وحدات من الحرس الجمهوري ومقاتلين من الحزب السوري القومي الاجتماعي عدداً كبيراً من مسلحي «النصرة» و«كتائب أحرار الشام». وبعد كمين أوّل وقع فيه عناصر «النصرة» فجر الأحد، وأوقع أكثر من 50 قتيلاً من عناصر «النصرة»، الذين حاولوا التسلل إلى داخل بلدة صيدنايا انطلاقاً من رنكوس بهدف تخفيف الضغط عن يبرود ورنكوس، وقع عناصر آخرون من «النصرة» في كمين جديد ليل الاثنين، أدى إلى مقتل ما يزيد على عشرين منهم. واستطاعت وحدات الحرس الجمهوري ومقاتلو القومي فجر أمس من سحب 14 جثة، بينها 11 أجنبياً من جنسيات سعودية وشيشانية وأردنية، واشتبكت مع عناصر حاولوا الالتفاف على صيدنايا من جهة الشمال.
وعلمت «الأخبار» أن إحدى الراهبات المختطفات من معلولا تواصلت مع الأم فيرونا، رئيسة دير صيدنايا، بدفعٍ من الخاطفين الذين عرضوا في اتصال ثانٍ استعادة عدد من الأسرى الأجانب الذي وقعوا في الكمين، مقابل الإفراج عن جزء من الراهبات. إلّا أن المفاوضات توقفت بعدما تأكد الخاطفون من أن كل من كان في الكمين قد قُتل. وفي السياق، استهدفت الطائرات السورية تجمعات المسلحين في مزارع رنكوس وحوش عرب وجرود صيدنايا ومعلولا. وكذلك استهدف المسلحون بعدد من قذائف الهاون منازل المواطنين في صيدنايا، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية بالممتلكات.

50 قتيلاً من «النصرة» في عدرا

وفي ريف دمشق، قتل الجيش السوري عشرات من مسلحي «النصرة» و«الجبهة الإسلامية» في كمين نفّذ فجر أمس، ما أدى إلى مقتل «أكثر من 50 إرهابياً» بحسب ما أكد مصدر عسكري لـ«الأخبار» في عدرا العمالية وعدرا البلد. وبالتزامن، صعّد الجيش ضرباته العسكرية في كل من دوما وحرستا والضمير في ريف دمشق الشرقي. وخرج في منطقة دوما العشرات من الأهالي، في تظاهرة حاشدة أمس، ضد الجماعات المسلحة التي تسبّبت بالحصار. وذكرت وكالة «سانا» أن عشرات المتظاهرين تمكنوا من الوصول إلى مستودعات الأغذية في منطقة المساكن قرب الجمعية الخيرية وفي محيط جامع حسيبة، واستعادوا كميات من الأرز والسكر والطحين والتمر التي سلبها منهم المسلحون.
إلى ذلك، أوقعت وحدات من الجيش قتلى ومصابين في صفوف المسلحين في قرى الغاصبية والدار الكبيرة وعين حسين والسعن وعدد من القرى والبلدات في ريف القصير الجنوبي. وفي درعا، استهدف الجيش جماعات مسلحة في بصرى الشام.
(الأخبار)