شددت كلمات وزراء الخارجية في مؤتمر «جنيف 2» على الحل السياسي في سوريا، لكن ما لفت هو صرف الوزراء الغربيين نظرهم عن موضوع الإرهاب وإعطاؤهم الأولوية لتشكيل سلطة انتقالية، فيما ردّ وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور على الذين يبررون الارهاب في لبنان.
وعرض منصور في مداخلته لسياسة النأي بالنفس التي اعتمدها لبنان تجاه الأزمة السورية. ولفت إلى أنه «إن كان لبنان قد نأى بنفسه عن الأحداث السورية، إلا أن الأحداث لم تنأ بنفسها عنه وطالت أمنه واستقراره». ورأى أن من «يدعي أن لمشاركة حزب الله في سوريا انعكاساً على لبنان إنما يريد أن يغطي دخول التكفيريين والجماعات المتطرفة الى لبنان وصرف الأنظار عن الوقائع وتغطية الجرائم».
وأكد «أهمية العمل الدولي المشترك في محاربة الإرهاب ضمانة للسلام والاستقرار». ورأى في المؤتمر «فرصة ذهبية للتوصل الى حل سياسي وعودة النازحين الى بلدهم وإعادة إعمار سوريا»، مشدداً على أن «الحل لا يمكن إلا أن يكون سورياً، والسوريون وحدهم يقررون مستقبل وطنهم بعيداً من التدخلات التي لا تزيد الوضع إلا سوءاً».
وحذّر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من أنه إذا فشل المؤتمر فإن مئات آلاف السوريين سيدفعون الثمن، داعياً الوفدين السوريين، الحكومي والمعارض، إلى «دخول المفاوضات ومعرفة أن مصير سوريا على المحك، وعليهم تحمّّل المسؤولية». وشدد على«وجوب وضع جدول زمي يحدد مستقبل سوريا لتكون حرة وديمقراطية، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين».
من جهته، ردّ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على دعوة دمشق إلى التركيز على مكافحة الارهاب في المؤتمر، بالقول إن الهدف ليس الإرهاب بل الحكومة الانتقالية.
بدوره، رأى وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير أن «المسؤولية الأولى عن الكارثة في سوريا تقع على القادة السوريين». وقال:«هدفنا تشكيل هيئة انتقالية بصلاحيات كاملة في سوريا».
أما وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري فلفت إلى أن «ما حذرنا منه قد حصل. فما جرى أثّر في العراق ودول الجوار بعد انتقال العناصر الارهاببة وفروعها الى المحافظات العراقية الغربية». وقال: «لدينا مصلحة حقيقية في إيجاد تسوية سياسية متوازنة يقودها السوريون أنفسهم». وأوضح «إننا نشارك لأننا نعتقد أن المؤتمر هو الإطار السليم لجمع الاطراف المتنازعين لتحقيق مصلحة الشعب السوري ولإبعاد شبح التطرف والإرهاب والعنف عن سوريا والمنطقة والعالم».
ورأى وزير الخارجية خالد العطية ضرورة تحقيق عدد من المتطلبات الأساسية حتى يحقق المؤتمر هدفه المنشود. وأوضح أن هذه المتطلبات هي «تنفيذ نتائج اجتماع جنيف (1) وفقاً للمفهوم الذي تضمنته البيانات السابقة عن مجموعة أصدقاء سوريا في كل من لندن وإسطنبول، وآخرها باريس، والوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية على الأراضي السورية كلّها، وقيام النظام السوري الحالي بتوفير ممرات آمنة لتقديم المساعدات الانسانية داخل جميع الأراضي السورية، وتركيز الجهود على التوصل إلى اتفاق محدد واضح، ووضع إطار زمني محدد للتفاوض، وأن يتضمن الاتفاق أدوات لإنقاذه وآليات لمراقبته».
وشدد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة على الحل السياسي للأزمة. ورأى أن هذا الحل «يجب أن يحقق الانتقال الى واقع سياسي جديد وفوري من خلال التوافق بين الاطراف جميعها في سوريا على إنشاء هيئة الحكم الانتقالي والتوافق على شخوصها وأعضائها».
كذلك كانت مداخلات لعدد من وزراء الخارجية العرب والاجانب المشاركين، ركّزت على الحل السياسي في سوريا.
من جهته، رأى المندوب السوري في مجلس الأمن، بشار الجعفري، في مؤتمر صحافي، أنّ «التسوية السياسية لا يمكن أن تتوازى مع الارهاب»، معتبراً أنه ما جرى في الجلسة الافتتاحية كان مخيباً للآمال، بسبب إضافة 10 دول في الأيام الاخيرة قبل انعقاد المؤتمر في وقت تم سحب الدعوة لإيران. كما أن الكلمات التي تلتها الوفود «لم تشجع على الحوار السياسي الدولي وكانت استفزازية تستند على الكراهية للحكومة السورية». وأكد أنّ «اتفاق جنيف 1 هو صفقة واحدة أي أن فريق يجب أن تنفذ الاتفاق بعيداً عن أي انتقائية»، مشدداً على أن «مجلس التعاون الخليجي اجتمع بالكويت وأوراق الإجتماع تحث على الإرهاب».



الفيصل: احذروا تحسين صورة النظام!

حذّر وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، من «تغيير مسار» «جنيف 2»، داعياً إلى وضع هدفه القاضي بالعمل على تشكيل حكومة انتقالية موضع التنفيذ. وقال «من الضروري أن نحذر (...) من أي محاولات لتغيير مسار هذا المؤتمر في محاولة لتحسين صورة النظام والادعاء بمحاربته للإرهاب». وأضاف أن «حضور المملكة المؤتمر جاء بناءً على الضمانات والتأكيدات التي تضمنتها دعوة الامم المتحدة، وهو أن الهدف تطبيق اتفاق جنيف واحد». وتابع: «من البديهي ألا يكون (الرئيس السوري) لبشار الأسد أو من تلطّخت أيديهم بدماء السوريين أي دور بهذا الترتيب».
وقال الفيصل إن «الأمل يحدونا بأن يتم التعامل مع الأزمة بعيداً عن محاولات الاستقطاب والاسترضاء التي كبّلت مجلس الأمن» في الملف السوري. ودعا إلى أن يتبنى مجلس الأمن «ما يتم التوصل اليه من اتفاق» في المؤتمر «وضمان تنفيذه».





الجربا: «الانتقالية» موضوعنا الوحيد

دعا رئيس «الائتلاف» المعارض، أحمد الجربا، الوفد الحكومي السوري إلى توقيع وثيقة «جنيف 1» لـ«نقل صلاحيات» الرئيس بشار الأسد إلى حكومة انتقالية. وقال: «نريد أن نتأكد إن كان لدينا شريك سوري في هذه القاعة مستعد لأن يتحول من وفد بشار إلى وفد سوري وطني». وأضاف: «عندما نقول جنيف واحد، نعني وقف قصف المدنيين وإطلاق الأسرى وسحب قطعان الشبيحة الإرهابيين من المدن، وطرد المرتزقة، وفك كل أنواع الحصار لوقف حالات المجاعة التي يعيشها شعبنا». ولفت إلى أنّه «حضرنا استناداً إلى موافقتنا الكاملة على نصّ الدعوة (...) التي تنص على تطبيق جنيف واحد وإنشاء هيئة الحكم الانتقالية، التي هي الموضوع الوحيد لمؤتمرنا هذا». وقال إنّ «أي حديث عن بقاء الأسد بأي صورة من الصور في السلطة هو خروج بجنيف 2 عن مساره». وشدد على «أنّنا لسنا بوارد مناقشة أي أمر في عملية التفاوض قبل بت هذه التفاصيل وفق إطار زمني محدد ومحدود».






المعلم: لا يحقّ لأحد عزل الرئيس

أعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن أسفه لمشاركة من «أيديهم ملطخة بدماء السوريين» في المؤتمر. وأضاف أنها «دولاً صدّرت الإرهاب اعتادت أن تكون بلادها ملكاً لملك أو أمير». وأكد أنّ سوريا ستعمل كل ما يحق لها للدفاع عن نفسها، محملاً بعض «الجيران» مسؤولية إشعال النيران في بلاده، ومعتبراً أنهم «كانوا إما سكاكين في الظهر من الشمال، أو متفرجاً ساكتاً عن الحق من الغرب أو ضعيفاً يؤمر ويأتمر من الجنوب، أو منهكاً بما خططوا له ونفذوا منذ سنوات ليدمروه ويدمروا سوريا معه من الشرق». وقال إنّ الوفد السوري جاء للحيلولة دون انهيار منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن الحوار بين السوريين هو الحل. وخاطب نظيره الأميركي بالقول إنّه لا يحق لأحد في العالم عزل الرئيس «الشرعي» للبلاد.




لافروف: هناك من أيّد «جنيف 2» ... قولاً

أمل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن يمتنع جميع اللاعبين الخارجيين عن محاولات إقرار نتائج «جنيف 2» مسبقاً، وعن خطوات قد تؤدي الى إحباط المفاوضات. وأكد أن أمام المشاركين مهمة وقف النزاع الذي «يدمر هذه الأرض العريقة». وتابع: «لا يمكننا أن نسمح لموجة الاضطرابات بأن تجتاح منطقة الشرق الأوسط برمّتها التي تعيش الفترة الأكثر صعوبة في تاريخها». وأكد أن المفاوضات السورية ـــ السورية لن تكون سهلة، مشدداً على أن «هناك عدداً غير قليل من القوى التي أيدت جنيف 2 قولاً، لكنها، في حقيقة الأمر لا تريد نجاحه». ودعا الى إشراك إيران والمعارضة الوطنية في المفاوضات. وحث على دعم الحكومة والمعارضة في نضالهما لاجتثاث الإرهاب، محذّراً من أن سوريا تتحول إلى بؤرة للإرهاب الدولي.



كيري: الأسد مستبعد في حكومة انتقالية

شدّد وزير الخارجية الأميركي جون كيري على أنّ الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يشارك في أي حكومة انتقالية. وقال: «لم يعد في وسع رجل واحد وأولئك الذين دعموه احتجاز بلد بكامله والمنطقة رهينة». وتابع «إنّ الحق في قيادة البلد لا يأتي من التعذيب ولا من البراميل المتفجرة ولا من صواريخ سكود»، بل «من موافقة الشعب، ومن الصعب أن نتصور كيف يمكن أن تستمر هذه الموافقة في هذه المرحلة». وشدّد كيري على أنّه في سوريا الجديدة لن يكون هناك مكان «لآلاف المتطرفين الذين يعتمدون العنف وينشرون أيديولوجيتهم الحاقدة ويزيدون من معاناة الشعب». ورأى أنّ بيان جنيف واحد «خارطة طريق سلمية لعملية انتقالية، والعثرة الوحيدة التي تقف في طريقها هي تمسّك رجل واحد، عائلة واحدة، بالسلطة».