وإذا كان الحريري قد طوى بـ«تهديده» هذا الحديثَ عن الاعتذار وما يتبعه، فقد أبدى، في دردشة مع الاعلاميين قبيل ترؤسه اجتماعاً لكتلة «المستقبل» النيابية، تفاؤلاً بإمكانية الوصول إلى التأليف في المهلة التي وضعها، مشيراً إلى أن «هذا التفاؤل مستمدّ من أجواء لقائه مع رئيس الجمهورية»، الذي صار معروفاً أنه وافق على التنازل عن نيابة رئاسة الحكومة، لكن بشروط، ومن أن «جميع الأفرقاء قدموا تنازلات، بمن فيهم القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر». وقال: «الوضع القائم حتّم على الجميع أن يقدموا التنازلات وكل العقد في طريقها إلى الحل».
ورداً على الموقف الذي يتبناه التيار الوطني الحر والذي يدعو إلى «وضع أسس واضحة للتأليف يسري تطبيقها على الجميع في كل مرة بشكل واضح ووفق معيار واحد»، قال الحريري إن «المعيار الوحيد الذي اعتمده في التشكيل هو أنها حكومة وفاق وطني، وفي اللحظة التي نضع فيها معايير، نكون نكبّل أنفسنا بتشكيل أي حكومة في المستقبل، وهذا الأمر ليس له أصل دستوري ولا عرفي، ولا له تاريخ ولا جغرافيا».
الحريري قد يقدّم، مع نهاية المهلة التي ألزم نفسه بها، تشكيلة جديدة بعد تخفيف عناصر التفجير فيها
وكشف الحريري أن «هناك بعض التغييرات في توزيع الحصص»، رافضاً الإفصاح عن عدد الوزراء الذي سيناله كل فريق، علماً أنه إذا أنجزت مسألة التوزيع والأحجام، فإن عقبة الحقائب ترتفع في وجه التأليف، ومنها على سبيل المثال، تمسك عون بحقيبة العدل ورفضه حصول المردة على حقيبة الأشغال، وعدم حماسة «القوات» لحقيبة التربية، إضافة إلى أن وليد جنبلاط يعتبر أنه بتنازله عن الدرزي الثالث، يكون قد قدّم قسطه للعُلا، وهو لن يقدم تنازلاً جديداً يتعلق بنوعية الحقائب التي يحصل علها تكتله. كذلك، لا تزال القوات مصرة على الحصول على حقائب وازنة إلى جانب نيابة رئاسة الحكومة.
مع ذلك، تؤكد مصادر متابعة لعملية التأليف أن الحريري سيقوم بخطوة مع نهاية المهلة التي وضعها لنفسه، فإما أن يعود إلى قصر بعبدا بتشكيلة غير متفق عليها مع الجميع، على طريقة تشكيلة 3 أيلول، لكن مع تخفيف عناصر التفجير فيها، أو أنه سيجد تجاوباً من الأفرقاء، بما يعطيه هامشاً إضافياً لإنجاز التشكيلة بالتوافق مع الجميع.
عون متمسّك بـ«العدل» ويرفض حصول المردة على «الأشغال»، والقوات غير متحمسة لـ«التربية»
وفي السياق نفسه، أكد النائب آلان عون، الذي تلا البيان الصادر عن اجتماع تكتل لبنان القوي، أنه «لا نملك جديداً في ما يخصنا في ما يتعلق بالحكومة، فالموضوع اليوم بين أيدي الرئيس المكلف، على أمل أن يستثمر ما بقي من الوقت، المهلة التي وعد اللبنانيين بأن ينهي في غضونها هذه العقد الباقية». كذلك كرر التكتل دعوة رئيس الحكومة المكلف إلى تخطي بعض المطالب، فأمل أن يبشر الحريري اللبنانيين بأنه آن أوان ولادة هذه الحكومة، مشيراً إلى أنه «يمكن أن تبقى هناك أطراف حتى اللحظة الأخيرة غير راضية كلياً، لكن المهم أن يصل الرئيس الحريري الى قناعة بأن ما يقدمه هو ما هو مقبول وما هو عادل وما هو ممكن، وأعتقد أن هذا ما يجعلنا نحسم الموضوع ونخرجه من عنق الزجاجة».