«مُجرّد خسارة القوات في أوفلان، أمرٌ كافٍ. هذا «معقل القوات»، والمكان المعنوي المُرتبط ببشير الجميل. المعركة هنا طابعها سياسي بحت»، يقول أحد مسؤولي الطلاب في تحالف «8 آذار ــــ التيار ــــ الاشتراكي»، الذي يعتبر أنّ هدف المعركة تحقق «بالفوز في الكليات الكبيرة والأساسية، من يربحها يكن رابحاً في اليسوعية»، في حين أنّ فوز القوات اللبنانية كان «في كليات صغيرة وغير أساسية». تحالف «التيار - المردة - حزب الله - حركة أمل»، هو الذي حقّق الفرق، كما يقول المسؤول الطلابي، «لأنّ طريقة العمل تحسّنت كثيراً عن السنة الماضية، ولا سيّما ماكينة التيار الانتخابية».
في الإطار نفسه، يتحدّث مسؤول مكتب الجامعات الخاصة في التيار الوطني الحر مارك خوري عن الحملة الانتخابية التي قام بها التيار العوني، «فركزنا على أنّ خطاب القوات قائم على التحريض الطائفي، واتهامنا بأنّنا نربح بفضل حزب الله، وعلى استذكار بشير الجميل في زمن الانتخابات». أكد «التيار»، بالتعاون مع حزب الله وحركة أمل، «أنّ الكلّ حريص على الحفاظ على هوية الجامعة، كجامعة القديس يوسف، وخاصة حزب الله». وأتى التحالف مع تيار المردة ليزيد «شرعية» هذا الحديث، «المردة ونحن ركّبنا التحالفات معاً، وكنا فهمانين الوضع جيداً. أصلاً، في عزّ الخلاف السياسي، ولا مرّة كنا في الجامعات بعيدين بعضنا عن بعض. هناك 10 سنوات من التحالف، من الصعوبة التفرقة بيننا». وكان لافتاً أنّ طلاب «المردة» شاركوا ليل السبت في اللقاء الذي جمع طلاب «التيار» مع رئيس حزبهم الوزير جبران باسيل في مركز ميرنا الشالوحي. وقد رحّب باسيل بطلاب تيار المردة، الذين رفعوا أعلامهم إلى جانب الأعلام البرتقالية.
«التيار»: الكلّ حريص على الحفاظ على هوية الجامعة خصوصاً حزب الله
بالنسبة إلى النتائج، يقول خوري إنّ «رئاسات الهيئات قُسّمت على كلّ الأحزاب بالتوافق». أما الكليات حيث هناك معارك سياسية، «وأهمها إدارة الأعمال، فقد حسمناها لصالحنا بعد خسارتها لستّ سنوات. اليسوعية عادت عونية».
في المقابل، يُصرّ رئيس دائرة الجامعات الفرنكوفونية في «القوات» منير طنجر على أنّ تحالف «المستقبل ــــ الكتائب ــــ القوات» فاز في 13 كلية من أصل 20 جرت فيها الانتخابات، مُستغرباً كلام التيار العوني عن كليات صغيرة وكليات كبيرة، «فتحالفهم استعاد كلية إدارة الأعمال بفارق 5 أصوات، بعد أن احتفظنا بها لمدة 8 سنوات، في حين أنّ الفارق في الكليات التي ربحناها، كالاقتصاد، وصل إلى 50 صوتاً، و20 صوتاً في كلية الصيدلة». في المنطق القواتي نفسه، يتحدث رئيس مصلحة الطلاب في حزب الكتائب زخيا الأشقر، مُضيفاً أنّه «لا أعرف كيف هناك فريق يعتبر نفسه فائزاً بفارق كبير». عدد طلاب «الكتائب» لم يتخطّ 11 من أصل 280، ولكنّ الأشقر «يُنوّه» بالتقدم الكتائبي في اليسوعية، ويُخبر أنّه «كلّ عام يحصل جدل حول النتائج، لأنّ اليسوعية كناية عن كليات عديدة، وداخل كلّ كلية هناك عدّة اختصاصات، وتُنظم انتخابات على أساس النسبية في كلّ اختصاص»، مُسجّلاً ملاحظاته على إجراء الانتخابات يوم السبت، وقبل يومين من تنظيم الامتحانات داخل الجامعة، ما أدّى إلى عدم مشاركة قسم من الطلاب.