مرّت جمعة «المسيرات مستمرة»، على الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة بهدوء. المتظاهرون لم يغيّروا أسلوب المواجهة، ألقوا «الأكواع» (قنابل محلية الصنع) على الجنود الإسرائيليين وأحرقوا الإطارات المطاطية لعرقلة مهمّة قناصة جنود العدو. في المقابل، كان العنف الإسرائيلي أقلّ من الأسابيع الماضية، وخصوصاً أن الجهود المصرية نجحت في بلورة اتفاق تهدئة (غير معلن بشكل رسمي حتى الآن)، بين المقاومة الفلسطينية وحكومة العدو. بوادر الاتفاق تجلّت في «إدخال السفير القطري 15 مليون دولار، عبر معبر إيريز مساء الخميس، في 3 حقائب»، وذلك بحسب مراسل قناة «كان» الإسرائيلية غال بيرغر. وبحسب المعلومات، سيتمّ توزيع ما مجموعه 90 مليون دولار على ستّ دفعات شهرية قيمة كل منها 15 مليون دولار، وذلك لتغطية رواتب موظّفي حركة «حماس». وإدخال الأموال القطرية، جاء بموافقة إسرائيلية وضمن جهود التهدئة المصرية. كما ستموّل الدوحة على مدى ستة أشهر وبقيمة ستين مليون دولار ثمن الوقود الإضافي اللازم لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في غزة، ما يسمح بتخفيض ساعات انقطاع الكهرباء إلى أدنى مستوى منذ عدة سنوات. وخلال مشاركته في «مسيرة العودة» اليوم، قال رئيس حركة «حماس» في غزة، يحيى السنوار، إنّه «لا اتفاق مع الاحتلال» على تهدئةٍ في غزّة، وإن «الحصار بدأ يتهاوى»، في إشارة إلى إدخال الأموال إلى غزة.
أثار إرسال أموال قطرية إلى غزة غضب السلطات في رام الله


وأثار إرسال أموال قطرية إلى غزة غضب السلطات في رام الله، إذ نقلت «فرانس برس» عن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني، قوله: «ليس هناك أي موافقة فلسطينية ولا من الأمم المتحدة على هذه الطريقة من إدخال الأموال إلى غزة». أضاف: «لو كان هناك اتّفاق لدخلت الأموال بطريقة رسمية، وليس حسب طريقة العصابات من خلال الشنط». وتابع أنّ «ما جرى من نقل أموال إلى قطاع غزة هو اتّفاق إسرائيلي ــــ قطري ــــ حمساوي، والهدف منه ضرب الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وتسريع سيطرة حماس الكاملة على قطاع غزة».
وفي الجانب الإسرائيلي، قال وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، في السابق، إنه لا يعتقد أن من الممكن التوصل إلى ترتيبات مع «حماس». وانتقد الخميس الماضي، موافقة حكومته على نقل أموال قطرية إلى غزة، ووصفه بأنه «استسلام أمام الإرهاب»، وفق ما نقلت عنه صحيفة «يديعوت أحرونوت».
وبالعودة إلى جمعة «المسيرات مستمرة»، أصيب 37 متظاهراً فلسطينياً، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقالت وزارة الصحة، في بيان مقتضب، إن «قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت النار الحي على المتظاهرين الموجودين بالقرب من السياج الفاصل، شرقي القطاع وأصابت 37 منهم».
وذكرت «الصحة» أن إصابة أحد الجرحى «حرجة»، حيث أُصيب بعيار ناري في الرقبة، ويتلقى العلاج في مستشفى غزة الأوروبي جنوب القطاع. وفي وقت لاحق أعلن الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة عن «استشهاد رامي وائل اسحاق قحمان 28 عاماً في مستشفى غزة الاوروبي متأثرا بجراحه التي اصيب بها شرق رفح عصر اليوم».
بدورها، أكدت «الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار‎»‌‏ «استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار حتى تحقّق أهدافها المعلنة، رغم ما لمسناه من بعض إجراءات التخفيف التي نعتبرها، رغم أهميتها، غير كافية». وأدانت الهيئة، «كل خطوات ومشاريع التطبيع مع العدو»، داعية «جماهير أمتنا العربية إلى التصدي له وعدم الإمعان به وإغلاق العواصم في وجهه». ودعت إلى «المشاركة في فعاليات جمعة العودة الرابعة والثلاثين المقبلة والتي ستحمل عنوان التطبيع جريمة وخيانة»‏.