جرى نقاش تفاصيل عمل «اللجنة» وبخاصة آلية التصويت ضمنها
وبينما ظهر بوضوح من تصريحات أطراف «رباعية جنيف» أمس، أن هناك عدداً من النقاط العالقة قبل الوصول إلى توافقات كاملة حول «اللجنة الدستورية»، فإن كواليس الاجتماعات وتفاصيل تلك «العقد» لم تخرج إلى العلن. وبعدما سلّمت الدول «الضامنة» قائمة «توافقية» عن ممثلي «المجتمع المدني» إلى المبعوث الأممي، وفق ما أكده بيان لوزارة الخارجية الإيرانية، تحدثت أوساط معارضة عن محاولة أممية لإضافة عدة أسماء إلى تلك القائمة، لقيت رفضاً من الجانب الروسي. وألمح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، إلى وجود «وجهات نظر مختلفة حول القائمة المتعلقة بالمجتمع المدني»، مضيفاً أن العمل جارٍ على حلّها داخل إطار الدول «الضامنة» ومع الأمم المتحدة. وأشار جاويش أوغلو إلى أنه «جرى بحث قضايا مثل النسبة المطلوبة لاتخاذ قرار، هل بغالبية الثلثين أم أكثر من ذلك؟ وهل سيكون هناك رئيس ونوابه أو رئيس مشارك؟».
وفي انتظار ما سيخرج عن دي ميستورا في مجلس الأمن غداً، فقد حملت «رباعية جنيف» رسائل هامة، كان أبرزها إصرار «ضامني أستانا» على تفويت الفرصة أمام الأميركي لنسف مبادرة «اللجنة الدستورية». وقد عبّر وزير الخارجية التركي عن هذا التوجه بالقول إن «اجتماع اليوم (أمس) مؤشرٌ على مدى أهمية مرحلتي أستانا وسوتشي، من أجل الحل السياسي في سوريا من جهة، والبدء في تحقيق نتائج ملموسة من جهة ثانية». وبينما تُظهر المعطيات أن دي ميستورا يريد نقل الملف إلى خلفه النرويجي بأقل الخسائر ومن دون تصعيد بين الأطراف المعنية فيه، لم تعد رغبة واشنطن في تحميل دمشق مسؤولية فشل «العملية السياسية»، ومن منبر مجلس الأمن وبصوت دي ميستورا نفسه، قابلة للتحقق بسهولة. فالدول الثلاث سلّمت مقترحاً متكاملاً لتركيبة اللجنة، مرّ على دمشق عبر ممثلي روسيا وإيران خلال الأسبوع الماضي. وإن كانت التعديلات المقترحة على ثلث «المجتمع المدني» قد عطّلت تمرير الصيغة التي توافق عليها «ضامنو أستانا»، فإنها باتت تفاصيل قابلة للحلّ قبل أي اجتماع مرتقب للّجنة في العام المقبل. غير أن وصول المبعوث الأممي الجديد بيدرسن، قد يلقي بظلاله على تلك العملية، لا سيما أن مقاربته للملفّ قد تكون مختلفة عن سلفه «الهادئ». ومن غير المعروف حتى الآن، موقف الولايات المتحدة من تحييد القوى السياسية التي تدعمها في مناطق شرق الفرات، عن مبادرة «اللجنة الدستورية»؛ خصوصاً أنها عبّرت سابقاً عن تطلعاتها لإشراك تلك القوى في العملية السياسية.
نشاط ديبلوماسي موازٍ في موسكو
في موازاة الاجتماع الرباعي في جنيف، عقد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، لقاءً مع السفير الأميركي في موسكو جون هانتسمان، لبحث الملف السوري. ووفق بيان وزارة الخارجية الروسية، أكد بوغدانوف خلال اللقاء «أهمية الجهود التي تبذلها البلدان الضامنة لعملية أستانا من أجل تهدئة الوضع على الأرض، وتيسير إنشاء عملية سياسية وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254». وأشار الجانب الروسي إلى «الاستعداد للتعاون مع الولايات المتحدة من أجل القضاء على داعش وجبهة النصرة وغيرها من المنظمات الإرهابية المرتبطة بها، مع احترام سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية. وبالتوازي، استقبل بوغدانوف وفداً من قيادة «المجلس الوطني الكردي» السوري، وتركّز البحث على تطورات شمال شرقي سوريا.