أطلق المرشد الإيراني، علي خامنئي، في خطاب بمناسبة السنة الإيرانية الجديدة، مواقف شدد فيها على التفاؤل بالعام المقبل. وأمام جمع في مقام الإمام الرضا بمدينة مشهد (شرق)، انتقد الساسة الإيرانيين المتشائمين، مبدياً اعتقاده بأن العام الهجري الشمسي الجديد (1398)، الذي بدأ في 21 آذار/ مارس الجاري، سيكون «عام الفرص والإمكانات والانفراجات». ورأى أن بلاده تواجه «حرباً»، معتبراً أن «الحرب لا تقتصر على المدافع والأسلحة، الحرب الأمنية والاستخبارية هي حرب أيضاً، وقد تكون في بعض الأحيان أخطر من الحرب العسكرية». وأشار إلى أن الحرب اليوم على إيران «تتجلى في الشأن الاقتصادي»، مشدداً على ضرورة «إلحاق الهزيمة بالعدو». وتابع خامنئي أن هزيمة العدو، في إشارة إلى الولايات المتحدة، لا تكفي، بل «ينبغي علينا إيجاد قوّة ردع، إضافة الى إلحاقنا الهزيمة بالعدو. فقد تلحقون الهزيمة في بعض الأحيان بالعدو، لكن العدو يبقى يتربص فرصة لكي يوجّه ضربة أخرى، لا فائدة من ذلك. ينبغي أن نبلغ بأنفسنا نقطة نتمتّع فيها بقوّة الردع، أن يدرك العدو أنه عاجز عن توجيه الضربات للبلاد من خلال الفجوات الاقتصادية»، مؤكداً أن «امتلاك قوة الردع متاح كما هي الحال في الشؤون العسكرية». واستشهد الزعيم الإيراني على القدرة على تغيير الواقع الاقتصادي بتطور الإمكانات العسكرية، بحيث بات «يعلم أعداؤنا في المنطقة اليوم أن الجمهورية الإسلامية قادرة بواسطة صواريخها ذات التقنية النقطوية على مواجهة وتدمير أي عدو في هذه المنطقة».وجدد انتقاداته للأوروبيين على خلفية التعامل مع الملف النووي الإيراني والعقوبات الأميركية على طهران، معتبراً أنهم «خرجوا عملياً من الاتفاق النووي» من خلال فرض عقوبات على إيران، وأن القناة المالية التي أنشئت أخيراً للالتفاف على العقوبات ما هي إلا «دعابة ثقيلة». وقال خامنئي إنه بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، كان واجب الأوروبيين أن يقفوا أمام واشنطن «ويقولوا لها: نحن نلتزم بتعهّداتنا، وتعهّدهم كان إلغاء قرارات الحظر بالكامل، وأن يقفوا بقوة وصلابة. ولكن لا، إنهم لم يقفوا أمام أميركا بحجج مختلفة وحسب، بل خرجوا عملياً من الاتفاق النووي، وذلك من خلال فرض عقوبات جديدة ضدّ إيران»، مضيفاً: «هذا هو سلوك الأوروبيين، هل يمكن توقّع شيء من هؤلاء؟».
وهاجم بشدة نظام المملكة السعودية، معتبراً أن حكومة الرياض هي الأسوأ في المنطقة والعالم، واصفاً إياها بـ«المستبدّة والديكتاتورية والفاسدة والظالمة والخانعة والتابعة أيضاً». وتطرّق إلى البرنامج النووي السعودي بالقول: «يوفّرون (الأميركيون) لهذه الحكومة إمكانات نووية، وقد أعلنوا أنهم سيبنون لها مفاعلات نووية، وأعلنوا أنهم سيبنون لها منشآت صاروخية، ولا مشكلة لديهم في ذلك لأنها دولة تابعة وخانعة لهم». وأضاف: «طبعاً، إذا ما بنوها لهم فهذا لن يزعجني ويحزنني، لأنني أعلم أن هذه كلّها ستقع في المستقبل القريب بيد مجاهدي الإسلام إن شاء الله».