القاهرة | رغم التعثّر المالي الذي تعاني منه بعض الفضائيات المصرية الوليدة بسبب تراجع الإعلانات بشكل كبير خلال الفترة الماضية، لم يمنع هذا الوضع من اشتعال المنافسة بين القنوات التي لم تعد تقتصر على انتقال المذيعين فحسب، بل طالت أيضاً برامج التطوير التي تقوم بها كل قناة واستحداث محطات جديدة. غالبية المحطات المصرية تسعى لتكوين شبكة قنوات تنافس على صدارة المشهد الاعلامي.
الأزمة التي اتحدت فيها المحطات المصرية ضدّ شركة «إيبسوس» للأبحاث (الأخبار 23/1/2014) بسبب إصدارها تقريراً يفيد بتقدّم «mbc مصر»، لم تكن إلا بداية لاشتعال المنافسة بين المحطات. أكّدت الأخيرة أنها لن تسمح لمنافس جديد بدخول السوق الذي بات يغصّ بالقنوات. في السياق نفسه، أطلقت مجموعة قنوات cbc محطتين جديدتين في غضون شهر واحد. هكذا، انطلقت cbc extra التي تخصّصت في المتابعات الإخبارية، مستعينة بمجموعة من المذيعين الشباب معظمهم من التلفزيون الحكومي، يطلّون على مدار الساعة. تبدأ القناة بثّها المباشر من السابعة صباحاً حتى الواحدة بعد منتصف الليل، فيما تقدّم الاعلامية دينا عبد الرحمن برنامج الـ«توك شو» المسائي. وفي بداية الأسبوع الماضي، انطلقت cbc 2 كقناة منوّعات تضمّ مجموعة من نجوم الشاشة من مختلف المجالات. يقدّم الإعلامي محمد علي خير برنامج «مساء الخير»، ويطلّ السيناريست مدحت العدل ببرنامجه الأوّل «إنت حرّ»، وتنضمّ إليهما في نيسان (أبريل) المقبل الممثلة إسعاد يونس ببرنامجها «الست مصر» المؤجّل منذ كانون الثاني (يناير) الماضي.
مفاجآت cbc لم تقتصر على المحطتين الجديدتين، بل طالت ضمّ الإعلامية منى الشاذلي لتعود ببرنامج اجتماعي مساء يومي الخميس والجمعة، على أن ينطلق بثّ البرنامج في مطلع نيسان المقبل. غير أن القناة لم تعلن بعد تفاصيل الاتفاق مع الشاذلي رسمياً، فيما تعرض مسلسل «مكان في القصر» (إخراج عادل أديب) لغادة عادل كعرض أول في مصر.
أما شاشة قناة «التحرير»، فتحاول إثبات مكانتها في السوق من خلال ضمّ مجموعة من الإعلاميين الجدد إلى شاشتها. يقدّم الكاتب عبدالله السناوي برنامجاً أسبوعياً بعنوان «صالون التحرير» نجح في استضافة الكاتب محمد حسنين هيكل في أولى حلقاته، رغم ظهور الأخير حصرياً على cbc مع لميس الحديدي. وانتقل إليها جمال عنايت بعد حوالى 15 سنة أمضاها في شبكة «أوربت» المشفرة، بينما تتفاوض المحطة مع النجمين حسين فهمي وميرفت أمين لتقديم برامج تلفزيونية على شاشتها. وحتى الآن، تبدو مجموعة قنوات «الحياة» متمساكة، رغم انتقال رئيسها محمد عبد المتعال قبل أشهر برفقة مذيعها الأشهر شريف عامر إلى قناة «mbc مصر» (الأخبار 25/9/2013). وقد نجح المذيع عمرو عبد الحميد إلى حدّ كبير في ملء الفراغ الذي تركه عامر، إلى جوار زميلته لبنى عسل. وسط ذلك، ساعدت حزمة البرامج الجديدة التي أطلقتها الشبكة، ومن بينها «مصر البيت الكبير» على «الحياة 2»، في الحفاظ على نسب الإعلانات في القناة، وتأكد بنحو نهائي عدم مغادرة معتز الدمرداش إلى «إم. بي. سي.». وبعد ضمّ الإعلامي عمرو الليثي إليها، نجحت «الحياة» في تحقيق العديد من الانفرادات التلفزيونية، من بينها استضافة الإعلامي باسم يوسف قبل عودته إلى الشاشة، واستضافة الممثل أحمد عز في أوّل حديث بعد أزمته مع زينة. أما مجموعة قنوات «المحور»، فلا تزال تحاول التماسك رغم تعرّضها لانسحابات بالجملة من إعلامييها. إلا أنّ القائمين عليها نجحوا في إقناع الاعلامي شريف مدكور الذي يقدّم برنامجاً خاصاً عن المرأة في البقاء في المحطة، بعدما وقّع عقداً مع شبكة cbc ليتراجع عنه لاحقاً، علماً بأن برنامجه من أكثر البرامج تفضيلاً لربّات المنازل. وتواصل شبكة «النهار» الاستعانة ببرامج المواهب اللبنانية مثل «الرقص مع النجوم» والعرض الحصري على القنوات المفتوحة لبرامج منوّعات أبرزها «صولا» للمغنية السورية أصالة.