آسف أيها القضاة. آسف «عنجد». أسفي لنفسي أن سمحت لها، ولو للحظة، أن تأمل بعدالة منكم. أعتذر من نفسي التي تحايلت عليها، ذات غفلة، لأن تطمح إلى دولة «تكون بخير ما دام قضاتها بخير». هذه قالها وينستون تشرشل يوماً، ولندن آنذاك حطام، تواجه فظائع الحرب العالمية الثانية.
لأصارحكم، أنا لم أكن من المغرمين بالقضاء يوماً. أعرف هذه البيئة جيداً، منذ القوانين العثمانية التي ما زلتم تعملون ببعضها إلى اليوم. لم يكن إلا حُلم راودني برهة، قضاء ينصفني مع كل ما في يدي من حُجج... فإذا به كابوس. وبين الحلم والكابوس مطرقة، ما عدت أرى نفعها إلا في «دقّ» المزيد من المسامير في نعش الدولة. لولا «ثُلّة» منكم، بتّ آمل أن تندثر، لارتحت من وخز ضمير مع «التعميم». ولكن هكذا هي الحال «العفن يقضي على ما عداه في الصحّارة».
لا أخفي سراً، أكره القوانين كالكثيرين، ولطالما سعيت إلى التفلت منها، ولكن وددت لو جمّلتم إليّ صور محاكمكم فأحبها والتحق بركب الملتزمين بعدالتكم. لكن شكراً لكم، إذ أكدتم لي المؤكد. لا ثقة لكم عندي، ما دام صاحب الحق عندكم ضعيفاً. وأنا من القوم الضعفاء، لا آمن على نفسي من أذى الأوغاد. ليس لي غير صوتي. لا أملك سواه، ولن أعطيكم إياه.

يمكنكم متابعة محمد نزال عبر تويتر | @Nazzal_Mohammad