شهدت العاصمة البريطانية، لندن، أمس، لقاءً رباعياً جمع زعماء كلّ من: بريطانيا وألمانيا وفرنسا وتركيا، وتركّز على الملف السوري وعملية «نبع السلام» التركية بشكل خاص. وامتدّ اللقاء حوالى ساعة، من دون التوصل إلى تبديد «كلّ الالتباسات»، وفق ما أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. من جهتها، قالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إن هذا الاجتماع الذي عُقد قبل بدء قمة «حلف شمالي الأطلسي» كان «جيداً وضرورياً»، لكنه «ليس إلا بداية نقاش أطول لأن الوقت كان محدوداً جداً»، مشيرة إلى أن اجتماعاً جديداً قد يُعقد في شباط/ فبراير المقبل.ولفت ماكرون إلى أن القادة الأربعة أبدوا «إرادةً واضحة (...) بالقول إن الأولوية هي مكافحة داعش والإرهاب في المنطقة (الشرق الأوسط)، وأن لا شيء بإمكانه حرفنا عن مسارنا»، مضيفاً إن هناك «تطابقا قوياً» في شأن ملف اللاجئين في تركيا وضرورة إيجاد حلّ سياسي للنزاع السوري، إذ إن هذا الملف يشكّل هاجساً لدى جميع الزعماء الحاضرين. وتابع إنه «لم يتمّ الحصول على كلّ الإيضاحات وتبديد كلّ الالتباسات». وأضاف إن «هناك خلافات موجودة (مع تركيا) ... لكن هناك ضرورة للمضيّ قدماً». ولدى مغادرته مقرّ رئاسة الوزراء البريطانية، عقب الاجتماع، وصف الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، القمة بأنها «كانت جيدة للغاية»، وذلك رداً على سؤال من أحد الصحافيين.
على خط موازٍ، وفي موقف لافت، أشاد القائم بالأعمال الإماراتي في سوريا بالرئيس بشار الأسد «لقيادته الحكيمة»، وفق ما تداولته الصحافة المحلية والعالمية بشكل واسع، واعتبرته أقوى مؤشرات التغير في سياسات أبو ظبي تجاه سوريا، والذي كانت قد سُجّلت مؤشرات سابقة عليه. وكانت سوريا والإمارات قد استأنفتا العلاقات الدبلوماسية العام الماضي. وفي حديثه خلال حفل لمناسبة اليوم الوطني لدولة الإمارات، أول من أمس، عبّر القائم بالأعمال الإماراتي، عبد الحكيم النعيمي، عن أمله بأن «يسود الأمن والأمان والاستقرار ربوع سوريا تحت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد». وأضاف، وفقاً لما ورد في تسجيل مصور بثته قناة «روسيا اليوم»، إن «العلاقات السورية الإماراتية متينة ومميزة وقوية، تقوم على أسس واضحة وثابتة، قاعدتها لمّ الشمل العربي عبر سياسة معتدلة». وبحسب ما نقلته وكالة «رويترز»، وجّه نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، في الحفل نفسه، الشكر إلى الإمارات على «دعمها». وقال المقداد: «سوريا لن تنسى أن الإمارات وقفت إلى جانبها في حربها على الإرهاب». وسبق أن ذكرت معلومات صحافية، في الأيام الأخيرة، أن فرعاً أمنياً في وزارة الداخلية السورية طلب من الشرطة الإماراتية مطلع شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت «توقيف وتسليم شخصين سوريين تتهمهما دمشق بدعم الإرهاب؛ من بينهما مهند المصري»، وأن الفرع السوري «أرسل إلى شرطة الإمارات مذكرتَي توقيف غيابيّتين بحق مهند المصري وشخص آخر، بجرم تمويل الإرهاب، وفق ما ورد في المذكرة السورية. وعليه، أوقفت الإمارات المصري استجابة لطلب الداخلية السورية، بعد أيام قليلة وعلى وجه السرعة». ويُتّهم المصري بتأمين تمويل لـ«هيئة تحرير الشام» من أنشطته التجارية والاقتصادية داخل دولة الإمارات، كما يُتهم بصلته بالمسؤول العام لـ«الهيئة» أبو محمد الجولاني.
ميدانياً، سيّرت القوات التركية والروسية الدورية البرية المشتركة الثالثة عشرة شرقي نهر الفرات. وقالت وزارة الدفاع التركية إن الدورية جرت في منطقة عين العرب في ريف حلب الشمالي الشرقي، وشاركت فيها 4 مركبات من كلا الجانبين، وطائرات مسيرة، على عمق 7 كلم، وامتداد 56 كلم. في غضون ذلك، قُتل، أمس، في منطقة قريبة، المدرب العسكري لـ«العصائب الحمراء»، التابعة لـ«هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة)، المدعو «أبو أحمد المهاجر»، في بلدة أطمة على الحدود السورية التركية في ريف إدلب الشمالي. وقالت تنسيقيات المسلحين إن غارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار تابعة لـ«التحالف الدولي» استهدفت سيارة عند شارع فرعي مؤدٍّ إلى روضة النور داخل البلدة، قتل على إثرها أبو أحمد المهاجر، مع مرافقه.