ليس لجميع العمّال ترف التصوّر. أحدهم تردّد في ذلك، واشتكى على الملأ مما لم تستطع الكاميرا أن تسجّله. قال إنه قد يُصرَف من الشركة. لم يَخَف على وجهه بقدر ما خاف أن يظهر في الصورة وجه الشركة المطبوع على قميصه. لهذا بقي وجهه خارج الإطار. في عيد العمّال نحاول الاحتفاظ بوجوههم. عمال الصفّ الأوّل في مواجهة الفيروس القاتل. هؤلاء لا يملكون خياراً سوى العمل، بينما يقبع العالم كلّه في بيت كبير. موظفو السوبر ماركت. عمال الدليفري الذين يمدّون شرايين بيروت بدرّاجاتهم النارية. الممرضات والممرضون، وعمال نظافة يحرّكون مكانسهم في الخلاء، كما لو أنهم يحاولون كنس قلق المدينة. لم تظهر وجوههم الكاملة هذه السنة. قضمت الكمامات جزءاً منها، مضيفةً إلى غيابهم غياباً آخر

(مروان طحطح)

(مروان طحطح)



(مروان طحطح)


(مروان طحطح)


(مروان طحطح)


(مروان طحطح)


(مروان طحطح)