توقفت كرة القدم في مختلف أنحاء العالم خلال شهر مارس/ آذار الماضي بعد انتشار فيروس كورونا، غير أن الأمور بدأت تعود إلى طبيعتها مع استكمال الدوري الألماني، إضافةً إلى قرارات استئناف الدوري الإسباني والإيطالي والإنكليزي خلال الشهر الجاري. وسبق أن أصدرت المحكمة الرياضية العليا في إسبانيا بياناً رسمياً أعلنت خلاله الموافقة على استئناف الليغا يوم 11 يونيو/ حزيران، مشيرةً إلى إجراء المباريات يومياً حتى نهاية المسابقة في 19 يوليو/ تموز المقبل. ولم تكن الطريق معبّدة أمام عودة الليغا، على اعتبار أن إسبانيا كانت واحدة من أكثر البلدان الأوروبية تضرّراً من الفيروس، غير أن قرار الاستئناف جاء على خلفية فتح 50% من منشآت البلاد عقب انتهاء فترة الحظر الشامل. هكذا، سمحت السلطات الإسبانية بعودة التدريبات تمهيداً لاستئناف الدوري وسط بروتوكول وقائي صارم، ما أعاد الحياة الكروية من جديد.
يُستأنف الدوري الإسباني اليوم على أن ينتهي في 19 يوليو/ تموز المقبل


وفي هذا الصدد، أعرب رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس عن سعادته باقتراب عودة كرة القدم في إسبانيا، لكنّه لم يخفِ قلقه أيضاً في تصريحاتٍ نشرتها صحيفة «موندو ديبورتيفو» حيث قال: «شعرت دائماً أن كرة القدم ستعود هذا الموسم. أعددنا لهذه اللحظة، كانت صعبة ولكن نجحنا». وأضاف: «الجماهير ستعود عندما تكون الظروف مُتاحة لذلك، كل ما يقلقني الآن حالة التراخي التي رأيتها في الأيام الأخيرة. لم تكن هناك إصابات بعد أكثر من 2000 اختبار على جميع اللاعبين وهذا شيء مهم».
هكذا، سيعود الدوري الإسباني من جديد، وستشكّل المباراة التي تجمع إشبيلية الثالث وريال بيتيس الثاني عشر، بداية العودة. ستُلعب المباراة اليوم خلف أبوابٍ مغلقة، مع وضع خيار الجمهور الافتراضي في المدرجات أمام إدارات الفرق. الإجراءات المشدّدة في الملعب لن تنسحب على شوارع المدينة، حيث انتشرت في شارع تطوان، المتفرّع من ساحة نويبا، أعلام وقمصان كل فرق «الليغا» ومعظمها لإشبيلية وريال بيتيس تمهيداً لعودة الدوري من بوابة «ديربي الأندلس». ورغم إجراء المباريات خلف أبوابٍ مغلقة، هناك ترقّب كبير بين الجماهير في المقاهي التي فتحت أبوابها إثر تخفيف القيود المفروضة.

صراع كبير على الصدارة
ديربي الأندلس، ما هو إلا لقاء «معنوي» و«تمهيدي» لجماهير الليغا التي تنتظر بشغف عودة صراع اللقب بين برشلونة وريال مدريد، والذي سيستأنف نهاية الأسبوع عندما يسافر فريق «كيكي سيتين» إلى مايوركا، مع استضافة ريال مدريد لإيبار.
يتصدر برشلونة الترتيب العام بفارق نقطتين عن الوصيف الميرينغي، وهو نفس الفارق الموجود بين الفرق الممتدة من المركز الثالث إلى السادس. بعد تحديد جدول المباريات، دخلت وسائل الإعلام الإسبانية في صراعٍ حول فرص ثنائي المقدمة للفوز باللقب. بدأ الأمر بتحدث صحف العاصمة مدريد عن لعب برشلونة لمبارياته خلال الأربع جولات المقبلة قبل الفريق الملكي، ما يضع الريال تحت الضغط خاصة في حال فوز البلاوغرانا بمبارياته، لتردّ بعدها صحيفة «سبورت» الكاتالونية قائلةً إن هذا الأمر يصب في مصلحة الميرينغي نظراً إلى معرفته لنتيجة منافسه، وفي حالة تعثر برشلونة بالتعادل أو الخسارة، سيقاتل النادي الملكي على الفوز.

تجنّب الخسائر
ستعود الجهود التي بذلها الاتحاد الإسباني بالتنسيق مع السلطات الصحية بثمارها لضمان سلامة جميع اللاعبين، غير أن ذلك ما هو إلّا تفصيل صغير في خطة الجهات المسؤولة. رغم فرحة الجماهير بعودة عجلة الدوري الإسباني، لم يكن الجانب الترفيهي هدف القيمين على اللعبة، حيث بُذلت كلّ هذه الجهود لتجنب الخسائر المادية بالدرجة الأولى، نظراً إلى توفير مباريات الليغا أكثر من 200 ألف وظيفة، إضافةً إلى مساهمة الرياضة بـ1.4 ٪ من مجمل الناتج المحلي في إسبانيا.
في ظلّ الخسائر الكبيرة المتوقّعة، كان لا بدّ من عودة كرة القدم الإسبانية ما سيسمح للأندية بالحصول على عوائد النقل التلفزيوني. سيعود الدوري بعد مرور 90 يوماً على توقف المسابقة في المرة الأولى. في حال التأجيل أكثر، يمكن للقنوات التلفزيونية أن تطلب تعويضات كبيرة أو تلغي العقد بسبب توقّف مباريات كرة القدم، لذا كان لا بدّ للسلطات من أن تمضي بعودة الدوري في 11 الشهر الجاري خاصةً مع اعتماد بعض ميزانيات الأندية على عوائد البثّ بنسبة تصل إلى 75%.



حداد على الضحايا
أعلن الاتحاد الإسباني لكرة القدم قبل أيام أن اللاعبين سيقفون دقيقة صمت قبل المباريات التي تستأنف بها المنافسات وذلك تكريماً لضحايا فيروس كورونا المستجد. وأوضح الاتحاد الإسباني أن هذا التكريم سيتم أيضاً قبل مباريات الدرجة الثانية والأدوار الفاصلة للدرجتين الثانية والثالثة.
ويستأنف النشاط الكروي في إسبانيا بعد توقفه لثلاثة أشهر بسبب فيروس «كوفيد-19»، الأربعاء بمباراة رايو فايكانو وألباسيتي ضمن دوري الدرجة الثانية، على أن تعود عجلة دوري الدرجة الأولى إلى الدوران الخميس بدربي الأندلس بين إشبيلية وجاره ريال بيتيس.