الإمارات: نموذج الوهم يتصدّع

يعكف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في هذه الأيام، على تبشير العرب بقوة من لَدُنهم تقلّص «المسافة بين الأرض والسماء»، قاصداً بذلك «مسبار الأمل» الإماراتي الذي انطلق قبل يومين من اليابان، في رحلة استكشافية إلى المريخ. يريد قرقاش تصدير وهم جديد من أوهام الدولة الوليدة، لكن الخيبات والأزمات التي تحاصر «أسبرطة الصغيرة» على أعتاب بلوغها خمسين عاماً، تبدو أكبر من أيّ قدرة على حجبها ولو بلغت مبلغ صاروخ فضائي.
في العام التأسيسي لـ»الخمسينية»، تظهر الإمارات عالقة في شباك أزمة اقتصادية ومالية تعادِل - في شدّتها - مجموع الأزمات التي واجهتها سابقاً، بحسب ما يشهد به مسؤولوها أنفسهم. وإذا كانت إمارة دبي هي الضحية الأكبر في كلّ مرة، إلا أنها اليوم تقف على قدم المساواة مع نظيراتها، وخصوصاً أبو ظبي التي لن يكون في مقدورها استنقاذ «الأشقاء» مقابل التحاقهم بها.
اختناقٌ اقتصادي يفاقمه تعاظم كلفة الاستثمارات الخارجية، التي تبدو مهدّدة من أكثر من جانب، خصوصاً في ليبيا واليمن، حيث تجد الإمارات نفسها في وجه مدّ تركي يتطلّب منها إنفاق المزيد للحفاظ على مكتسباتها، وهو ما من شأنه أن يثقل كاهلها بأعباء إضافية هي آخر ما تحتاج إليه راهناً.
في المرحلة الثانية من الحرب التي انخرطت فيها على اليمن، رفعت الإمارات - ومعها السعودية - شعار «إعادة الأمل». مرّت خمس سنوات مذّاك، ولم يتحقّق لتحالفهما ما أرادا. واليوم، ينطلق «مسبار الأمل» المُموّل إماراتياً للبعث بـ»رسالة عربية مشرقة إلى العالم» كما يقول قرقاش، فيما الواقع يشير إلى تصدّعات كبيرة في النموذج، المبنيّ أصلاً على فائض القوة الزائفة.

الأزمات تحاصر «أسبرطة الجديدة»

الأزمات تحاصر «أسبرطة الجديدة»

لا تبدو أحوال «أسبرطة الصغيرة» على ما يُرام. دخان «مسبار الأمل» الإماراتي، الذي انطلق قبل يومين إلى «الكوكب الأحمر»، لا يكاد يحجب حقيقة ما تكابده الدولة التي راق الأميركيين يوماً تشبيهها بـ»Sparta»،...

دعاء سويدان

دبي... الانهيار الثاني

دبي... الانهيار الثاني

أصابت الأزمة الصحية، معطوفةً على انهيار أسعار النفط، مقتلاً من قطاعات حيوية في الإمارات، وخصوصاً في دبي المُعتَمِد اقتصادها على قطاعات السياحة والخدمات والنقل والمصارف، والتي تضرّرت بشدّة نتيجة إغلاق...

ملاك حمود