للأسبوع الثاني على التوالي، يواصل عدّاد «كورونا» تسجيل قفزات عالية مع تسجيل وزارة الصحة العامة، أمس، 124 إصابة (115 مُقيماً وتسعة وافدين) ليرتفع بذلك إجمالي الإصابات منذ 21 شباط الماضي إلى 3104، وعدد المُصابين الفعليين إلى 1479.صحيح أن ارتفاع عدد الإصابات، أمس، قد يكون مُرتبطاً بارتفاع عدد الفحوصات المخبرية في مختلف المناطق (7403 فحوصات)، إلا أنه يبقى مدعاة للقلق، كونه مؤشراً إلى تفشي الفيروس في المناطق (حيث تُجرى الفحوصات المكثفة)، ما يستدعي مزيداً من الفحوصات ومزيداً من الحذر.
الارتفاع السريع، والمستمر، في عدد الإصابات ينذر بضغطٍ مرتقب على القطاع الصحي، بدأت ملامحه مع ارتفاع عدد الحالات التي تتطلّب دخول المستشفيات إلى 88، بينهم 21 في حال حرجة، فيما سُجلت وفاتان في الساعات الـ 24 الماضية. علماً بأن المُستشفيات الحكومية العشرة التي سبق أن أعلنت وزارة الصحة جهوزيّتها لاستقبال مُصابين بالفيروس لم يتم تشغيل معظمها حتى الآن وفق ما كانت تقتضي الخطة، وهو ما يفرض تساؤلات حول مصير الحالات التي ستستدعي الاستشفاء في الأيام المُقبلة. وفي هذا السياق، أعلن الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، أمس، خلال زيارته لبلدية طرابلس، العمل على تأسيس وتجهيز 26 مُستشفى لمواجهة الفيروس، لافتاً إلى أنه «بات لدينا الآن طابقان و40 سريراً في المُستشفى الحكومي في القبة (طرابلس) لمكافحة كورونا».
وأمام استشعار الخطر المحدق نتيجة انتشار الوباء، تكثّف السلطات المحلية إجراء الفحوصات للمقيمين ضمن نطاقها مع التشدّد في اتخاذ الإجراءات الوقائية. وفي هذا السياق، أصدر محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، أمس، قراراً بعزل بلدة قرنايل (قضاء بعبدا) ضمن نطاقها المحدد، ليصار إلى اتخاذ العينات والفحوصات اللازمة من سكان البلدة، بعد تسجيل عدد من الإصابات فيها، «حرصاً على مقتضيات الصحة والسلامة العامتين».
الصحة تطلق «تقنية الكلاب» لتقصّي المصابين من رائحة عرقهم


وفي بلدة عبّا (النبطية)، حيث سُجلت إصابة ممرض يقيم فيها ويعمل في مُستشفى الجعيتاوي في بيروت، أوعزت البلدية بحجر المخالطين المباشرين للمصاب، وأعلنت خلية الأزمة أنها ستتابع إجراءات تنفيذ فحوصات الـpcr لهم وللمشتبه فيهم من أبناء البلدة.
كما باشر اتحاد بلديات جرد القيطع (عكار)، بالتعاون مع مُستشفى الحبتور وفريق عمل skl international، إجراء فحوصات للمُشتبه في إصابتهم بالفيروس ضمن الاتحاد، فيما تمّ تدريب عدد من الممرضين والممرضات في الجامعة لاستقبال تلك الحالات.
في هذا الوقت، كان وزير الصحة العامة حمد حسن يُطلق، بالتعاون مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، «تقنية جديدة لاكتشاف المُصابين بفيروس كورونا»، وذلك عن طريق تدريب كلاب خاصة من كل الأجهزة الأمنية لتقصّي رائحة العرق. واعتبر حسن أنه من خلال هذه التجربة «سنُقدّم تقنية إضافية لحماية مجتمعنا من كل وافد، زائر أو مُقيم ممكن أن يكون مُصاباً»، مثمّناً عمل الأجهزة الأمنية التي «أصبحت اليوم شريكة في الأمن الصحي والاجتماعي».