لم تخرج طرابلس من عين العاصفة. فبعد ثلاثة أسابيع تقريباً على بدء تسجيلها أعداداً عالية من الإصابات، لا تزال المدينة إلى الآن تحتل «الصدارة» في أعداد المصابين بفيروس كورونا، حيث سجلت أمس 69 حالة (39 منها قيد التحقق) من أصل 400 إصابة سجّلها عداد كورونا (393 مقيماً و7 وافدين.وتبدو عاصمة الشمال في طريقها نحو الانزلاق الى الموجة الثانية من الفيروس قبل غيرها. ففي وقت حددت فيه وزارة الصحة العامة ذروة الموجة الثانية مع بدء موسم الإنفلونزا، تشذّ منطقة الشمال عن تلك القاعدة، مع تسجيل أعداد عالية جداً من الإصابات جعلت المنطقة «منكوبة» صحياً. لذلك، وفي إطار التجهيز لمواجهة الموجة الثانية، بدأت وزارة الصحة العمل من طرابلس للحد من انتشار كورونا فيها وفي أقضية الشمال، من خلال الإعلان عن زيادة أعداد فحوص الـ pcr وزيادة عدد الأسرّة في العنايات الفائقة والأسرّة العادية في المستشفيات لاستقبال الأعداد المحتملة من المصابين.
ومع التحضير لدخول الموجة الثانية، أعلن وزير الصحة العامة، حمد حسن، من سرايا طرابلس أن الوضع الصحي «دقيق»، وهو ما يستوجب - إضافة إلى التجهيزات الطبية - رفع درجة «الوعي لدى المواطنين»، آملاً من «الجميع التجاوب مع تعليمات وزارة الصحة والتقيد بوضع الكمامات ومعايير النظافة، كما الإرشادات الصادرة عن الحكومة».
ليست طرابلس وحدها التي يطاولها الفيروس، وإن كانت «الأكثر إصابة». وبحسب التقرير الصادر عن غرفة إدارة الكوارث المركزية، فقد سجلت إصابات أمس في 122 بلدة لبنانية. وبالعودة إلى الأرقام التي سجلها عدّاد كورونا، استقر العدد أمس عند الرقم 14396، في مقابل وصول حالات الشفاء إلى 6430. ولعلّ المؤشر الخطر هو عودة عدّاد الوفيات لتسجيل معدلات عالية مع تسجيل 9 وفيات أمس ليرتفع العدد إلى 200. وإلى عناصر الخطر، تضاف أيضاً الحالات التي تستوجب الدخول إلى العناية الفائقة، حيث سجل أمس وجود 112 حالة في غرف العناية الفائقة.
أما بالنسبة إلى الفحوص المخبرية، فقد أجرت الوزارة أول من أمس 6914 فحصاً، منها 2027 فحصاً في المطار. وفي هذا الإطار، كشف حسن عن بدء العمل على زيادة تلك الفحوص في إطار مرافقة الموجة الثانية. فيما أعلن نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان، سليمان هارون، أن الأعداد التي يسجلها عدّاد كورونا لا تعبّر عن الأعداد الحقيقية للمصابين، مؤكداً أن «هناك إصابات أعلى من الرقم المعلن، كون الفحوصات التي نجريها عددها محدود، وبالتالي فإن هناك إصابات لم تظهر بعد».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا