أعطى الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، الضوء الأخضر، أول من أمس، للبدء رسمياً بالفترة الانتقالية، بعدما أقرّ بشكل غير مباشر بهزيمته في الانتخابات. خطوة سمحت للفريق الانتقالي التابع للرئيس المنتخَب، جو بايدن، بالحصول على الدعم الفدرالي اللازم للبدء بعملية نقل السلطة، ما يعني تحرّك هذا الفريق بحرّية في واشنطن، والتواصل مع المسؤولين في الحكومة الحالية، من أجل الحصول على التقارير اليومية المرتبطة بمحاربة فيروس "كورونا"، وغيرها من القضايا. وكان بايدن قد رأى، في وقت سابق، أن توقّف العملية الانتقالية يهدّد الأمن القومي، من خلال حرمان فريقه من الإحاطات المهمّة. وحذّر من أن توزيع اللقاحات لمكافحة فيروس "كورونا" سيكون في خطر، إذا لم يتمكّن مستشاروه من العمل جنباً إلى جنب مع مسؤولي الصحّة الحاليين.أمّا موقف ترامب الأخير، والذي صدر بعد أسبوعين على رفضه التعاون مع بايدن، فقد جاء بعد مصادقة ولاية ميشيغان رسمياً، على فوز منافسه الديموقراطي بالانتخابات الرئاسية في هذه الولاية المتأرجحة، في نكسة جديدة للرئيس المنتهية ولايته، بعدما كان يحاول بشتّى السبل الطعن بهزيمته في الانتخابات على المستوى الوطني. وخلال جلسة علنية، صادقت اللجنة المختصّة بإقرار نتيجة الانتخابات، والمؤلّفة من أربعة أعضاء، على فوز بايدن على ترامب، وذلك بأغلبية ثلاثة أصوات مقابل امتناع عضو واحد عن التصويت. وبحسب النتيجة الرسمية، فقد تفوّق المرشّح الديموقراطي على منافسه الجمهوري، بحوالى 156 ألف صوت من أصل 5.5 ملايين صوت. وعادة ما تكون المصادقة على نتائج الانتخابات عملية روتينية قلّما تحظى بتغطية إعلامية، لكن الرئيس ترامب وحلفاءه مارسوا في الأيام الأخيرة ضغوطاً مكثّفة على الجمهوريين في ميشيغان، أملاً منهم في تأخير عملية المصادقة على النتيجة.
جاء موقف ترامب بعد مصادقة ميشيغان رسمياً على فوز بايدن


مع ذلك، وعلى رغم تخلّي ترامب عن موقفه الرافض منذ أسبوعين للإفراج عن الدعم، في خطوة غير مسبوقة في التاريخ الأميركي، إلّا أنه لم يعترف بعد مباشرةً بفوز الديموقراطيين. وتوعّد في تغريدة بمواصلة "المعركة"، فيما يستمرّ في تقديم الشكاوى القضائية لإثبات حصول تزوير في الانتخابات التي عُقدت في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، لكن من دون جدوى. وكتب ترامب: "أعتقد أننا سننتصر". لكنه قال إنه "من أجل مصلحة بلدنا، أوصي الوكالة الحكومية المكلّفة نقل السلطة بالقيام بما يجب القيام به في ما يتعلّق بالبروتوكولات الأوّلية، وقد طلبت من فريقي أن يفعل الشيء نفسه".
لكن هامش المناورة يضيق، أكثر فأكثر، أمام ترامب. وفي ضربة جديدة له، تأكّد، أمس، رسمياً، فوز بايدن بولاية بنسلفانيا. وكتب الحاكم الديموقراطي لبنسلفانيا، توم وولف، على "تويتر"، أن مسؤولة الانتخابات في الولاية، كاثرين بوكفار، "أكدت النتائج اليوم"، مضيفاً إنه وقّع في ضوء ذلك الوثيقة التي تؤكّد فوز بايدن ونائبة الرئيس المنتخب، كامالا هاريس، في الولاية الواقعة شمال شرق الولايات المتحدة، والتي تضمّ عشرين من الناخبين الكبار. وأظهرت النتائج النهائية تقدّم بايدن بـ 81 ألف صوت من بين 6,9 ملايين بطاقة اقتراع.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا