مقالات مرتبطة
تعرض النسخة المرممة من «الابتزاز» لهيتشكوك مع عزف مباشر لساري موسىأمر يصوره المخرج بلغة سينمائية فجة ومباشرة، مما ينتقص من الغرابة الطريفة الأولية والذكية للشريط ويجعله أحياناً أشبه بفيلم رعب غير مفهوم. لا يمنع ذلك أن اللغة السينمائية تنقذ الشريط في جماليتها الإستثنائية من الغرابة العشوائية التي تؤول إليه الأحداث. أيضاً في عالم سينمائي لا يقل خصوصية عن الأول، تدور أحداث فيلم «إيدا» (26/1 ـ س:20:00) للبولندي بافيل باوليكوفيسكي الحائز أوسكار أفضل فيلم أجنبي السنة الماضية، وهو أول فيلم بولندي يحصد هذه الجائزة. «آنا» شابة يتيمة في أحد الأديرة في بولندا في الستينات تستعد لنذر نفسها للرب والدخول في حياة الرهبنة، لكن قبل ذلك، تصر الراهبة الأم على أن تذهب آنا لزيارة خالتها «واندا» الفرد الوحيد المتبقي من عائلتها والتعرف إليها قبل القيام بنذورها. رحلة "آنا" إلى خارج الدير تقودها إلى استكشاف هوية أخرى عن نفسها كانت حتى الآن تجهلها. لدى لقائها بخالتها "واندا"، تكتشف أنها ولدت يهودية، وأن أبويها قتلا أثناء حقبة النازية وأن إسمها الحقيقي هو "إيدا". غير أن ذلك ليس وحده ما يصعب على "إيدا" مواجهته، بل شخصية خالتها التي تمثّل نقيضها، في تحررها وعلاقاتها الجنسية المتعددة وإدمانها الكحول. البرودة الأولية التي نحدسها في شخص الخالة خلال لقاء إبنة أختها، سرعان ما تتبدد، فتتخلى عن دفاعاتها الذاتية، ويظهر دفء المشاعر التي تكنها لها، لكن أيضاً مع استعادة الذكريات، يعود الألم الذي حاولت «واندا» الهروب منه عبر عدم محاولة إيجاد «إيدا». تذهب الإثنتان لاحقاً في رحلة للبحث عن بقايا عائلة "إيدا" التي قتلت، وأيضاً إبن «واندا» كما نكتشف لاحقاً، في محاولة لدفن هذا الماضي الذي لا يعترف به أحد. ورغم قسوة الموضوع وكثرة تناوله سينمائياً، إلا أن المخرج نجح في شريطه المصور بالأسود والأبيض في تقديم لغة سينمائية آخاذة في هندستها البصرية، والرموز التي تقترحها بتصوير موضوع الهولوكست من زاوية استثنائية، مبتعداً عن تصوير مشاهد العنف المجانية أو القسوة المباشرة. بخلاف ذلك، يقدم المهرجان حوالى 33 فيلماً من أهم إنتاجات السينما الأوروبية هذه السنة أو ما سبقها، كما «حكاية الحكايات» لماتيو غاروني (29/1 ــ س: 22:15) من بطولة فنسنت كاسل وسلمى حايك الذي رشح للسعفة الذهبية في «مهرجان كان ٢٠١٥» أو من النرويج ضيفة المهرجان هذه السنة، إضافة إلى سويسرا وصربيا. ومن الأفلام المنتظرة «أعلى صوتاً من القنابل» للنرويجي جواشيم تراير من بطولة الممثلة إيزابيل هوبير الذي رشح للسعفة الذهبية، و«شباب» (28/1 ـ س:19:30) للإيطالي باولو سورنتينو مخرج «الجمال العظيم» الحائز أوسكار افضل فيلم أجنبي، و"45 سنة" لأندرو هاي (27/1 ــ س: 20:00 ) التي حازت عنه الممثلة شارلوت رامبلينغ جائزة الدب الفضي في «مهرجان برلين السينمائي» هذه السنة، والعديد غيرها. أيضاً، يعرض للمرة الأولى في لبنان فيلم « ٣٠٠٠ ليلة» للمخرجة مي المصري (راجع مقال الزميل علي وجيه)، إلى جانب أربعة أفلام كوميدية مختارة من كلاسيكيات السينما الأوروبية بين ١٩٦٣ و ١٩٨١. كذلك، يولي المهرجان اهتماماً خاصاً لسينما الأطفال هذه السنة، فتعرض ثلاثة أفلام روائية طويلة، سيدعى أطفال من الطبقات الأكثر احتياجاً واللاجئون لمشاهدتها مجاناً. أيضاً، سيعرض فيلم «الإبتزاز» (١٩٢٩) للمعلم ألفرد هيتشكوك في نسخته المرممة بالتعاون مع «جمعية متروبوليس» ويرافق العرض عزف مباشر من تأليف وأداء عازف الموسيقى الإلكترونية ساري موسى المعروف بـ radiokvm. ويواكب المهرجان أزمة النفايات في لبنان من خلال عرض وثائقي trashed للمخرجة كانديدا برادي حول تلوث البيئة، تليه مناقشة حول أزمة النفايات في لبنان وجهود الإتحاد الأوروبي لمعالجتها، إضافة إلى عرض أفلام قصيرة لطلاب من مختلف الجامعات اللبنانية. وسيمنح المهرجان كعادته للسنة جائزتين للأفلام المختارة الفائزة.
«مهرجان السينما الأوروبية الثانية والعشرون»: بدءاً من الليلة حتى 6 شباط (فبراير) ــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية ـ بيروت) ـ للاستعلام: 01/204080