صباح أمس، توجّهت الأنظار إلى «نقابة الصحافة» اللبنانية (الروشة ــ بيروت)، حيث دعت قناة «الجديد» إلى لقاء تضامني معها في وجه اتهام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لها ولصحيفة «الأخبار» بـ«تحقيرها وعرقلة سير العدالة».
وسائل إعلام عدّة حضرت، إضافة إلى شخصيات من مختلف المجالات، فيما انصرفت «الجديد» لنقل وقائع الجلسة المخصصة لها ولنائبة رئيس مجلس إدارتها، كرمى الخيّاط، أمس في مقرّ المحكمة في لاهاي.
على الضفة الأخرى، وفيما يُفترض أن تكون مكاتب «الأخبار» في مبنى الكونكورد (فردان) هادئة نسبياً، لاحظ الموظفون الذين وصل بعضهم للتو من «نقابة الصحافة» حركة غير اعتيادية.
ما هي إلا دقائق، حتى بدا المشهد أشبه بكرنفال، وغابت أجواء العمل! نظرة من النافذة تظهر سيّارات النقل المباشر المتوقفة أمام المبنى، وأخرى على الأروقة، تؤكد وصول فرق قنوات لبنانية وعربية عدّة إلى الطابق السادس. كاميرات وnbn و«الجديد» و«المؤسسة اللبنانية للإرسال» و«الحرّة» تجوب المكان، فيما المراسلون يتنقلّون بين المكاتب ويتناوبون على استصراح رئيس مجلس إدارة «الأخبار» الزميل ابراهيم الأمين.
غادر فريق «الحرّة» ولحقت به مراسلة الـnbn رشا الزين. في هذه الأثناء، كان الأمين يتحدّث إلى مراسل «الجديد» رامز القاضي، في الوقت الذي اغتنمت فيه مراسلة lbci ندى اندراوس الفرصة لإلقاء التحية على بعض الأصدقاء، في انتظار أن يحين موعد الجلسة الخاصة بـ«الأخبار» عند الساعة الثالثة والنصف. علماً بأنّ «الجديد» وlbci نقلتا وقائع الجلسة مباشرة من لاهاي، بينما خصصت الأولى الجزء الثاني من الشاشة للأجواء السائدة في «الأخبار» في هذه الأثناء.
قبل ذلك، ظهر ابراهيم الأمين خلال نشرة الظهيرة الخاصة بـ«الجديد». لكن سبقت ذلك أجواء لا تشبه تلك الجدية التي ظهر فيها الأخير أمام المشاهدين. في مكتب الأمين، جلس بعض الزملاء إضافة إلى رامز القاضي الذي رافقته الإعلامية في «الجديد» سمر أبو خليل، التي تزور «الأخبار» للمرّة الأولى. الجميع شرب القهوة المرّة، باستثناء صاحب المكتب الذي استمتع بالشاي وبسيجارته التي لا تفارق يده. هناك، صدحت أصوات الموجودين الذين تبادلوا النكات، من دون أن يستثنوا أحداً، حتى أنفسهم. وقائع الجلسة الخاصة بـ«الأخبار»، قرّر الأمين متابعتها بين العاملين في الجريدة، وتحديداً في مكتب المحليّات، الذي غص بمن أتوا من أقسام أخرى، ليملأوا إحدى أكبر الغرف في المؤسسة، كما انضم إليهم فريقا «الجديد» وlbci.
فيما كان يحاول كلٌّ منهم إيجاد المكان الأفضل لمشاهدة التلفزيون، حمل ابراهيم الأمين علم كوريا الشمالية وغطّى به الإطار المعلّق خلف مكتب الزميل فراس الشوفي، بعدما قرّر احتلاله ريثما تنتهي وقائع الجلسة. هنا، همس أحد الموجودين في أذن آخر يجلس إلى جانبه: «شو قصده الرفيق من هالقصة؟ شو بدّه بهالشغلة!». يبدو أنّ هذا الشخص كان يتوقّع ردّ فعل بعض من سيشاهدون العلم خلف الأمين. حالما ظهر المشهد على الشاشات بدأت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، وانقسمت بين السخرية والاستنكار. بعضهم رأى أنّ الأمين يتمثّل بـ «الدكتاتور الكوري كيم جونغ إيل»، غير أنّ مستخدمي الـsocial media تناقلوا صورة طريفة للزعيم الكوري وهو يقول لأحد العسكريين: «مشي الحال. استولينا على «الأخبار»».
اليوم الإعلامي الطويل في أروقة «الأخبار»، لم ينته إلا بعد تعليق الأمين على قرار المحكمة الدولية بتأجيل موعد مثول «الأخبار» أمامها إلى 29 أيّار (مايو) الحالي خلال حديث أدلى به مباشرة لـ lbci و«الجديد». وبعد مغادرة الزوّار، عاد الصحافيون إلى مكاتبهم وهم يسألون: «أي ساعة رح نسكّر العدد اليوم؟».