بعد يومين على انتقال زمام المبادرة من يد تنظيم «داعش» إلى يد الجيش العراقي، تطورت المعارك في كافة المحافظات العراقية، واستطاع الجيش أن يستعيد بعض المدن التي كان قد خسرها إبان اجتياح «داعش».
وقال مسؤول عراقي إن الأجهزة الأمنية بمساندة أبناء العشائر أعادت السيطرة على منطقتي الرمانة والكرابلة، التابعتين لقضاء القائم الحدودي مع سوريا، من تنظيم «داعش»، بعد مواجهات عنيفة أدت الى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. وذكر مصدر أمني أن «المعارك أدت الى مقتل أكثر من 200 إرهابي كانوا يحاولون السيطرة على قرى ومناطق حيوية في غرب المحافظة».
وكان مصدر أمني آخر قد كشف في وقت سابق من أمس عن أن مسلحين من «داعش» سيطروا على مركزين أمنيين في منطقتي الرمانة والكرابلة، وأحرقوا جميع المركبات والآليات العسكرية فيهما.
كذلك، أعلنت قيادة عمليات بغداد قتل 56 إرهابياً من «داعش» وإصابة 21 آخرين، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقال الناطق الرسمي باسم عمليات بغداد العميد سعد معن، في مؤتمر صحافي اليوم الاثنين، أن «قوة عسكرية تمكنت من قتل عدد من الإرهابيين وتدمير أربع عجلات تابعة لهم في منطقة إبراهيم بن علي التي وصلت فيها قيادة عمليات بغداد الى الحدود الفاصلة مع قيادة عمليات الأنبار».

أكد كيري
إمكان حصول تدخل أميركي عسكري
في السياق، وفي خضم المعارك العنيفة التي يخوضها الجيش العراقي لاستعادة قضاء تلعفر من أيدي عناصر «داعش»، أفاد مصدر أمني أمس بأن أكثر من 300 «داعشي» قُتلوا في تلعفر، مؤكداً بدء عناصر التنظيم بالانسحاب من القضاء.
وكان قائد القوات الأمنية في تلعفر، اللواء أبو الوليد، أكد في وقت سابق أمس أنه مستمر في مقاتلة عناصر «داعش»، مشيراً إلى أنه سيتم تحرير قضاء تلعفر غرب الموصل خلال ساعات قليلة.
في غضون ذلك، أعلنت قيادة شرطة محافظة ديالى أمس مقتل قيادي في «داعش» يحمل الجنسية الصومالية، ومعه مساعده شمال مدينة بعقوبة.
في هذا الوقت، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري إمكان حصول تدخل أميركي عسكري في الأحداث الدائرة في العراق، حيث أعلن أمس أن الولايات المتحدة تدرس توجيه ضربات جوية لمساعدة الحكومة العراقية في التصدي لـ«داعش». وسُئل كيري في مقابلة مع موقع «ياهو نيوز» عن احتمال توجيه مثل هذه الضربات، فقال «إنها لا تشكل الجواب الكامل.. ولكنها ستكون أحد الخيارات المهمة»، مضيفاً «حينما يكون هناك أناس يُقتلون ويُغتالون في هذه المذابح الجماعية.. ينبغي أن نوقف ذلك. وينبغي أن تفعل ما يلزم، سواء عن طريق الجو أو غير ذلك.» كذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، في بيان أمس، أن سفينة النقل البرمائية ميسا فيردي دخلت الخليج وعلى متنها 550 من مشاة البحرية، لدعم أي نشاط أميركي محتمل لمساعدة الحكومة العراقية في محاربة مسلحي «داعش».
وتنضم السفينة إلى حاملة الطائرات «جورج إتش دبليو بوش»، التي أمرت الوزارة السبت بأن تتحرك إلى الخليج، إضافة إلى طرّاد الصواريخ الموجهة «فيليباين سي» والمدمرة «تروكستون» التي تحمل صواريخ موجّهة.
من جهة أخرى، قررت أربيل استغلال تمركزها في كركوك، وهي منطقة متنازع عليها بين حكومة أربيل والحكومة المركزية في بغداد، والبقاء فيها رافضةً دعوات بغداد لها إلى الانسحاب منها، حيث أكد التحالف الكردستاني أمس أن قوات البشمركة ستبقى في كركوك والمناطق المتنازع عليها، ولن تنسحب منها إلى حين تطبيق المادة 140 من الدستور (التي تتطرق إلى مسألة المناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل)، فيما أشار إلى أن أغلبية سكان هذه المناطق من المكوّن الكردي وواجب على حكومة كردستان حمايتهم من الإرهاب.
وقال النائب عن التحالف محما خليل إن «قوات البشمركة دخلت إلى كركوك والمناطق المتنازع عليها لتملأ الفراغ الأمني، خاصة بعد انسحاب قوات الجيش العراقي من تلك المناطق»، مضيفاً أن «هذه القوات ستبقى في كركوك لحمايتها من التنظيمات والمجاميع الإرهابية».
وكان آمر اللواء الأول في قوات البشمركة المنتشرة في كركوك العميد شيركو رؤوف أعلن في 11 حزيران الحالي انتشار لوائه في مناطق جنوب غرب المحافظة بعد انسحاب قوات الجيش ضمن الفرقة 12، لسدّ الفراغ الأمني في هذه المواقع.
وزار رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البرزاني أمس إيران بهدف إجراء مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين بشأن الأوضاع الأمنية في العراق.
إلى ذلك، عاد ائتلاف متحدون للإصلاح، أمس، إلى المطالبة بمحاربة «داعش» والتصدي لها في «المحافظات المنتفضة». وفيما أكد أن تنظيم «داعش» منظمة إرهابية تكفيرية لا يمكن الحوار معها إلا بالقوة، حذر من الانجرار إلى دعوات الحرب الطائفية. وقال المتحدث باسم الائتلاف ظافر العاني، في بيان، إن «على المجموعات السياسية في المحافظات الست المنتفضة أن يكون لهم موقف موحد يعربون فيه عن حرصهم على وحدة العراق وأمنه وسلامة أبنائه والتصدي للإرهاب»، مبيّناً أنه «لا يوجد أي وهم بأن داعش هو منظمة إرهابية تكفيرية لا يمكن الحوار معه إلا باللغة الوحيدة التي يعرفها، وهي القوة المجردة». ورأى العاني أن «داعش يعتاش على أخطاء السلطة في التعامل العادل مع مواطنيها»، مشيراً إلى أن «متحدون للإصلاح يدين سلوك تنظيم «داعش» الإرهابي وسياساته القائمة على إحداث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، من خلال استهدافه المساجد والكنائس والمراقد والمقامات الدينية والشخصيات الاجتماعية والمواطنين على حدّ سواء».
ودعا العشائر إلى «ضرورة التصدي لمنهج «داعش» التدميري وعدم السماح لهؤلاء بخلط الأوراق والانتعاش على حساب المطالب الوطنية»، مشدداً على «ضرورة عدم الانجرار والاستماع لدعوات الحرب الطائفية التي يطلقها أعداء الوطن».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)




تدمير للكنائس والمقامات

أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق أمس أن تنظيم «داعش» أحرق عدة كنائس، وهدم قبر المؤرخ الإسلامي ابن الأثير الجزري في مدينة الموصل التي سيطر عليها التنظيم الأسبوع الماضي. وذكرت قناة «العراقية»، في خبر، أن «بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق أكدت قيام تنظيم داعش الإرهابي بإحراق كنائس بالكامل، إلى جانب ترويع المدنيين الآمنين».
كذلك ذكرت القناة أن عدداً من عناصر «داعش» قاموا باغتصاب خمس فتيات بعد رفضهن «جهاد النكاح» في الساحل الأيسر لمدينة الموصل.
(الأخبار)