فرنسا رائعة. من أروع الفرق حتى الآن في سرعة بناء الهجمة. أمام سويسرا، في مباراة فرنكوفونية محضة، وفي الصراع على حجز المقعد الأول إلى دور الـ 16 في الجولة الثانية للمجموعة الخامسة، نجح «الديوك» باكتساحهم 5-2.
يمكن القول إن فرنسا تفادت، بشكل جميل جداً، ما جرى في مونديال 2010 أمام المنافس الأقوى في المجموعة. قدمت بقيادة المدرب ديديه ديشامب أداءً رائعاً، التشكيلة التي فازت على الهندوراس كانت ذاتها باستثناء بول بوغبا الذي دخل في الشوط الثاني. المهاجمان كريم بنزيمة وأوليفيه جيرو كانا بمستوى اللقاء، قدما معاً عرضاً هجومياً ممتعاً، أدى إلى هدف سريع في الدقيقة الـ 17 بضربة رأسية قوية من ركلة ركنية، سجله الأخير. الهدف رقم 100 لفرنسا في نهائيات كأس العالم. وبعد دقيقة واحدة، وبمرتدة سريعة، مرر بنزيمة الكرة الى بليس ماتويدي، الذي دخل منطقة الجزاء وسددها داخل شباك الحارس دييغو بيناليو. لم يهدأ الفرنسيون، ضغط متواصل طوال الشوط الأول والشوط الثاني. ومن هذا الضغط، تحصلوا سريعاً على ركلة جزاء. وقف بنزيمة، سددها لكن بيناليو صدها لتكون المرة الأولى التي تهدر فيها فرنسا ركلة جزاء (خارج ركلات الترجيح) في تاريخ مشاركاتها في نهائيات كأس العالم. وقبل نهاية الشوط الأول، وفي مرتدة أيضاً، جيرو يمرر كرة عرضية الى ماتيو فالبوينا أمام المرمى، ليعلن تسجيل الهدف الثالث (40). يجب القول إن سويسرا حاولت العودة مبكراً. لكن الحظ والدفاع المنظم عانداها. وفي بعض لحظات المباراة، لم يجتز السويسريون أفضل مستوياتهم التي قُدمت أمام الإكوادور حين قلبوا النتيجة من خسارة 0-1 الى 2-1. مدرب سويسرا أوتمار هيتسفيلد أحد أنجح مدربي الأندية في أوروبا، لم يحسن التعامل مع صيحات «الديوك». وإن عدنا الى ما قاله قبل المباراة عن محاولته لفرض أسلوبه، واللعب بطريقة هجومية، يمكن القول إنهم حاولوا ذلك. لكن بعض الأخطاء الفردية للاعبيه كانت مميتة. افتك بوغبا الكرة ولعبها الى بنزيمة، فتسلمها بعد ان اخطأ فيليب سنديروس في تشتيتها وسددها من مسافة قريبة مسجلاً هدفه الثالث (67). وبعد ثوان قليلة قضى موسى سيسوكو على السويسريين وسجل هدفاً جديداً بتمريرة من بنزيمة، فسددها يمينية أرضية الى يمين بيناليو (72). ثم تحصلت سويسرا على ضربة حرة، سجل بليريم دزيمايلي من خلالها هدف الشرف (81). وبعدها، أحرز غرانيت خاكا الهدف الثاني (87).
في النهاية، قدمت فرنسا عرضاً يليق باسمها، اكتسحت سويسرا 5-2 وتأهلت الى الدور الثاني. الفضل يعود بالدرجة الأولى إلى بنزيمة الذي عوض غياب فرانك ريبيري عن المونديال للإصابة. أما هيتسفيلد فلا يزال واثقاً من التأهل في الجولة الأخيرة.