«الغفران» يحاصر عكا
خلت الطرق المؤدية إلى عكا إلا من بعض المركبات وكثيرٍ من الدراجات الهوائية؛ فالحواجز الإسرائيلية أحاطت مداخل المدينة، فيما انتشر عناصر الشرطة للتدقيق بهويات المارّة.
ـــ «لإيفو» (إلى أين؟). سألني الشرطي، بينما استوقفني للتدقيق في هويتي.
ـــ عمار يا بلدي عكّا... ع البلد لوين يعني؟ رددت.
ولكنه أصرّ متحدثاً بالعبرية:
ـــ «تعودات زِهوت» (بطاقة الهوية)...
ـــ لم أحملها معي اليوم. قلت له.
فجاء رده: «ممنوع الدخول». إنها ذكرى وفاة والدتي. أريد زيارة ضريحها، قلت له. أخيراً وافق بعد أخذ ورد، مطالباً بأن أركن سيارتي عند الشاطئ الشرقي للمدينة، في المنطقة التي تخلو من العمارات السكنية.
وبينما هممت في متابعة الطريق قال لي:
ـــ إذا ضربوك بحجر... بديش يقولو إنو عليان سمحلك تفوت.
ـــ لا تقلق.
دخلت البلدة القديمة من بوابة صلاح الدين الأيوبي، كان الشارع شبه فارغ، ومعظم المحال أغلقت أبوابها... حتى المخابز والأفران. صحيح أنه لا وجود للشرطة في عكا القديمة، مع هذا التزمت المطاعم والمقاهي بالإغلاق «مراعاة لمشاعر اليهود»، الذي لا يسكنون أصلاً في البلدة القديمة. يبدو أن ما حدث في أيار من العام الفائت 2021، ترك أثره عميقاً إلى اليوم. معظم أصحاب المحال التجارية رفضوا التحدث عن مسألة فرض الإغلاق كي لا يتعرضوا للمضايقات أو التحقيق، وخصوصاً أن عدداً من شباب عكا لا يزالون في السجن على خلفية الاحتجاجات، ومنهم من لم يحاكم بعد. فضلاً عن أنه لدى فلسطينيي المدينة شعور بالخذلان من القيادات المحلية والقُطْرية التي تركتهم يواجهون مصيرهم ومعاركهم وحيدين بوجه السلطات.
في عكا إذاً الكثير من الصمت... صمت يتراكم فوق صمت، إلى أن ينفجر مثل بركان.
ـــ «لإيفو» (إلى أين؟). سألني الشرطي، بينما استوقفني للتدقيق في هويتي.
ـــ عمار يا بلدي عكّا... ع البلد لوين يعني؟ رددت.
ولكنه أصرّ متحدثاً بالعبرية:
ـــ «تعودات زِهوت» (بطاقة الهوية)...
ـــ لم أحملها معي اليوم. قلت له.
فجاء رده: «ممنوع الدخول». إنها ذكرى وفاة والدتي. أريد زيارة ضريحها، قلت له. أخيراً وافق بعد أخذ ورد، مطالباً بأن أركن سيارتي عند الشاطئ الشرقي للمدينة، في المنطقة التي تخلو من العمارات السكنية.
وبينما هممت في متابعة الطريق قال لي:
ـــ إذا ضربوك بحجر... بديش يقولو إنو عليان سمحلك تفوت.
ـــ لا تقلق.
دخلت البلدة القديمة من بوابة صلاح الدين الأيوبي، كان الشارع شبه فارغ، ومعظم المحال أغلقت أبوابها... حتى المخابز والأفران. صحيح أنه لا وجود للشرطة في عكا القديمة، مع هذا التزمت المطاعم والمقاهي بالإغلاق «مراعاة لمشاعر اليهود»، الذي لا يسكنون أصلاً في البلدة القديمة. يبدو أن ما حدث في أيار من العام الفائت 2021، ترك أثره عميقاً إلى اليوم. معظم أصحاب المحال التجارية رفضوا التحدث عن مسألة فرض الإغلاق كي لا يتعرضوا للمضايقات أو التحقيق، وخصوصاً أن عدداً من شباب عكا لا يزالون في السجن على خلفية الاحتجاجات، ومنهم من لم يحاكم بعد. فضلاً عن أنه لدى فلسطينيي المدينة شعور بالخذلان من القيادات المحلية والقُطْرية التي تركتهم يواجهون مصيرهم ومعاركهم وحيدين بوجه السلطات.
في عكا إذاً الكثير من الصمت... صمت يتراكم فوق صمت، إلى أن ينفجر مثل بركان.