إسطنبول | مع استمرار النقاش الإعلامي والسياسي في شأن مضمون اللقاء السري بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والتركي رجب طيب أردوغان، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي الأسبوع الماضي، التقى رئيس الوزراء التركي الجديد احمد داود اوغلو رئيس الأركان نجدت أوزال وقادة القوات المسلحة، للبحث معهم في تفاصيل الموقف التركي المحتمل ضد «داعش»، في إطار الخطة التي سيعلنها الرئيس باراك اوباما اليوم، والتي يفترض أن يبحث فيها وزراء خارجية الدول العربية الثماني (دول مجلس التعاون الخليجي + مصر والأردن) وتركيا مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الرياض اليوم وغداً.
كذلك التقى داود اوغلو محمد كوركماز، وهو رئيس إدارة الشؤون الدينية، وهي بمثابة وزارة الأوقاف. وكان رئيس الحكومة قد ربط هذه الإدارة به شخصياً بعدما كانت مرتبطة بأحد نواب رئيس الوزراء في السابق. وقالت مصادر حكومية إن داود اوغلو بحث مع كوركماز دور الادارة في الحملة التي ستشنها الحكومة على «داعش»، على الصعيد الاجتماعي والعقائدي داخل تركيا وخارجها.
وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل قد التقى في أنقرة، أول من أمس، الرئيس رجب طيب اردوغان، ونظيره التركي عصمت يلماز والمسؤولين العسكريين، وبحث معهم تفاصيل التعاون التركي ــــ الأميركي المحتمل ضد «داعش».

أنقرة وعدت بتدابير جدية لمنع دخول أجانب الى سوريا شرط دعم «المعارضة المعتدلة»

وأفادت معلومات صحافية ان هاغل طلب تسهيلات إضافية في قاعدة إنجيرليك الأميركية جنوبي تركيا لاستخدامها في عمليات محتملة ضد «داعش» في شمال العراق، وخصوصاً لمراقبة مواقع مقاتلي التنظيم وتحركاتهم ورصد الأماكن التي يتنقل فيها زعيم التنظيم المتطرف أبو بكر البغدادي.
وتحدثت المعلومات عن تردد الحكومة التركية في هذا الموضوع، بحجة وجود 46 رهينة تركياً لدى «داعش»، بينهم دبلوماسيو القنصلية التركية في مدينة الموصل، كذلك لم تخف أنقرة قلقها من احتمالات حصول «الميليشيات الكردية ـــ السورية» الموالية لـ«حزب العمال الكردستاني» على أسلحة ومعدات عسكرية أميركية وغربية بحجة القتال ضد «داعش».
وأشارت صحف تركية معارضة إلى أن احتجاز الرهائن الأتراك جزء من خطة مسبقة مع أردوغان ليتذرع بها في وجه أي طلب أميركي مستقبلي ضد «داعش»، وخصوصاً أن الحليف المهم لـ«داعش»، نائب رئيس الجمهورية العراقية السابق طارق الهاشمي، مقيم في إسطنبول. وذكرت هذه الصحف أن هاغل بحث مع المسؤولين الأتراك أيضاً موضوع المساعدات العسكرية واللوجستية المستقبلية لـ «المعارضة السورية المعتدلة» بإشراف تركيا، التي باتخاذ تدابير جدية لمنع دخول مقاتلين أجانب إلى سوريا عبر الحدود المشتركة، مشترطة ضرورة الاستمرار في الحرب ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
وتحدثت المعلومات الصحافية عن خطة سرية أميركية ــــ أطلسية ــــ عربية لإعادة تفعيل دور الجماعات المسلحة، خصوصاً «الجيش السوري الحر» لمقاتلة «داعش» والنظام السوري. وقالت المعلومات إن أنقرة، التي أدت قبل ثلاث سنوات دوراً ريادياً في إنشاء ما يسمى «مجموعة أصدقاء سوريا»، لن تتخلى عن دعم «الجيش الحر» والجماعات المسلحة والمعارضة السورية السياسية، وتخطط الآن لإحياء هذه المجموعة وتفعيلها تحت شعار «مقاتلة داعش، من دون إهمال محاربة النظام السوري». وتوقعت أن تستضيف إسطنبول قريباً أول لقاء لهذه المجموعة الجديدة، وذلك في ضوء نتائج اجتماع كيري مع نظرائه في دول الخليج والأردن ومصر وتركيا.
على صعيد آخر، قال وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو إنه سيزور الأسبوع الجاري كلاً من الأردن وقطر والبحرين بهدف التنسيق في كل المجالات.