مريد البرغوثي... القصيدة أولاً

  • 0
  • ض
  • ض

منذ بداياته، اهتدى مريد البرغوثي (1944) إلى نبرة تُبعد قصائده عن الخطابية والحماسة النضالية المباشرة، وهو ما نجّاه أيضاً من التهويم البلاغي الذي وقعت فيه تجارب إيقاعية كثيرة. وبدا هذا لافتاً أكثر لكونه شاعراً فلسطينياً يتخلى طواعيةً عن لغة جاهزة وجمهور جاهز للتضامن مع شعره بذريعة القضية. الحيادية واللغة الموضوعية منحتا صاحب «طال الشّتات» روحية نثرية قادرة على «تبريد» اللغة وجعلها مقروءة ومحسوسة ومنخفضة الصوت. نتذكر كل هذا مع صدور مختارات شعرية للبرغوثي بعنوان «الحب غابة أم حديقة» (دار الشروق/ القاهرة)، وهي فرصة لتحية الشاعر الذي برع في النثر أيضاً، واشتُهر بكتابه المدهش «رأيت رام الله» الذي كوفئ بجائزة «نجيب محفوظ» سنة 1997، وتُرجم إلى لغات عديدة. في الشعر والنثر، نأى مريد البرغوثي بمعجمه عن «اللغة المعلّبة»، وكانت مجموعته «قصائد الرصيف" (1980) واحدة من العلامات المفصلية لتغير شكل وخطاب الشعر الفلسطيني، وتوق هذا الشعر إلى التخفف من «ضغط» القضية و«بلاغة» البندقية، ومحاولة الطيران والتحليق بأجنحة الشعر وحده.

0 تعليق

التعليقات