القاهرة | أخذت فرقة «اسكندريلا» اسمها من تركيبة تجمع اسم مدينة الاسكندرية واسم «سندريلا» وهو تعبير صاغه الشاعر السكندري خميس عز العرب، في إشارة إلى دلال مدينته بوابة مصر على العالم وأيقونة انفتاحها على الثقافات. لكن حين اختاروا الاسم، كان أعضاء الفرقة يراهنون على صلتها بالموسيقى التي خلدها سيد درويش، أبرز مجددي الموسيقى العربية في القرن العشرين. أمر يفسر غرام أعضاء الفرقة، وخصوصاً قائدها (عازف العود) حازم شاهين (الصورة) بموسيقى صاحب «اهو ده اللي صار» وألحانه وأغنياته التي تمثل العمود الفقري للفرقة. مثل أغلب الفرق، عانت «اسكندريلا» (انطلقت عام 2005) من مخاطر الانقسام وخروج بعض أعضائها. واستمر فيها حتى الآن أشرف نجاتي، ويوسف الشريعي، ومي حداد، وآية حميدة. وحين كان أفراد الفرقة يحملون اسم «الشارع»، ضمت إلى جوار شاهين الشاعرين بهاء جاهين، وأمين فؤاد حداد، وسامية الابنة الصغرى لصلاح جاهين «شاعر الشعب»، وشقيقة بهاء. سعت الفرقة إلى ترسيخ نمط من أغنيات الحياة اليومية بطريقة فريدة من الأداء الشعري أقرب الى «المسرحة».

سمة لا تزال تطغى على أعمال «اسكندريلا « التي دفعت بها «ثورة يناير» الى الواجهة وجعلتها فرقة «ميدان» تؤدي عروضها وسط الإضرابات والاحتجاجات الجماهيرية.
قبل سنوات من الثورة، تبنت الفرقة شعارات التغيير كما في أغنية «حيوا أهل الشام» المأخوذة عن قصيدة للشاعر الراحل فؤاد حداد الذي يشكل بنصوصه علامة من علامات الفرقة. عندما يستمع الجمهور اللبناني إلى أعمال مثل «بشويش» أو «هات لي يا بكرة صفحة جديدة»، سيجد فيها روح الاسكتش المسرحي أو سمة إنشادية تؤكد إصرارها على تحقيق هدفها في تقديم ألحان الشيخ سيد درويش والشيخ إمام من دون تغيير ولا حتى على صعيد التوزيع الموسيقي، فضلاً عن تقديم ألحان وأغنيات خاصة بالفرقة من دون الاهتمام بإبراز الإمكانيات الصوتية الطربية، بل بفكرة المعايشة وتقديم أنماط من الأداء الكاريكاتوري الكاشف عن تناقضات الحياة اليومية، من دون أن يخفي الانحياز للعدالة الاجتماعية. الفرقة ضد اختزال مشروعها في «الهتاف السياسي» كما يروج بعضهم، فإيمانها الحقيقي هو الناس وشعارها «الله أكبر تحيا الثورة/ مبقتش الحرية بعيدة».

«اسكندريلا»:20:30 مساء 25 ت1 (أكتوبر)