يعتبر الراب فناً شعبياً بامتياز؛ ولطالما كان الحزب الشيوعي اللبناني يتفاخر بأنّه حزب «الناس» والشعب قبل أي شيءٍ آخر. لذلك لم يكن غريباً أن يكون «الراب» ضيفاً عزيزاً في احتفالية الحزب التسعينية مع جعفر الطفّار (الصورة) ابن الهرمل. المغنّي الشاب يمتلك صوتاً جميلاً وتدريباً عالياً نظراً إلى خبرةٍ حصّلها من أعمالٍ سابقة بعيدة عن الراب. يعتبر جعفر واحدة من التجارب القليلة التي لا تزال تعد رقماً صعباً في الساحة اللبنانية، لا لقوة مضامين أغانيه، والموسيقى الجميلة التي يقف وراءها «أسلوب» (عقل فرقة الراب «كتيبة خمسة»)؛ بل لمحافظته على مستوى معين واستمراريته.
المعلوم أن تجارب الراب في البلاد العربية تعاني من انخفاضٍ في المستوى بعد الألبوم الأوّل، فضلاً عن عدم الاستمرارية. غابت مثلاً معظم تجارب الراب الأولى التي ظهرت في مرحلة ازدهار الراب في لبنان (أوائل عام 2000). يكمل جعفر ألبومه الجديد «عشيري» الذي سيؤدي بعضاً من أعماله في الاحتفالية. يقول لـ«الأخبار»: «سيكون استعراضي هذه المرّة جميلاً للغاية، ومختلفاً عن اعتيادية الراب. سأقدم أغنيات من الألبوم القديم مع أخرى من الجديد، من دون أي فاصل بينهما». وماذا عن «خاص المهرجان»؟ يجيب: «سأرجز قصيدة «شروقي» خاصة، لكن من دون موسيقى على طريقة الـSLAM اسمها «تحية لفلسطين». وهناك أيضاً أغنية اسمها «رسالة من الحبس» ستكون
مفاجأة».
من جهته، يعود باسم ماضي أو «من يكن» إلى الحفلات بعد غياب فترة. فنان الأندرغراوند ومؤدي الراب يخص الاحتفالية بعملين سيطلقهما وفق ما يقول لـ«الأخبار». الأول هو أغنية «سجّل» من تأليفه (على عادة الراب بالتأكيد) وألحان وتوزيع موسيقي لـ»البيطار» من فلسطين. أما الثانية فتحمل عنوان «مقاومة فكرية». الأغنية الأولى يذكّرنا عنوانها بقصيدة الشاعر الفلسطيني الشهير محمود درويش، وإن كانت «فكرتها قريبة من القصيدة لكنها لا تأخذ منها شيئاً سوى العنوان» وفق ما يقول «من يكن». أما الأغنية الثانية «مقاومة فكرية» فهي تتحدث عن التخاذل العربي في وجه التحديات الحالية القائمة.

جعفر الطفّار وباسم ماضي: 16:00 مساء 26 ت1 (أكتوبر)