قبل الحوار الذي سينطلق اليوم، شهد مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الأسبوع الماضي «مصالحة» من نوع آخر بين «الصديقين»، الرئيس نبيه بري ووزير الداخلية نهاد المشنوق. فرغم الود الذي يسود علاقتهما، إلا أنها شهدت توتراً لأسابيع خلت، بسبب أزمة نشبت على خلفية عدم تعيين قائد للحرس البلدي في بيروت. وهذا الموقع يشغله، بحسب العرف، ضابط متقاعد ينتمي مذهبياً إلى الطائفة الشيعية.
وزوّد بري المشنوق باسم ضابط لتعيينه، فرد الأخير بأنه سيقدّم لرئيس المجلس 3 أسماء ليختار منها واحداً. ولما أصرّ بري على اسم مرشّحه، قبِل المشنوق، ثم نقل فحوى حواره مع بري إلى الرئيس سعد الحريري الذي طلب من وزير الداخلية تأجيل بت الأمر إلى حين عودته إلى لبنان، والتي كانت مقررة قبل نهاية العام الجاري. وعندما تأخر المشنوق بتلبية طلب بري، غضب الاخير، و»ألغِي» موعد كان قد حُدّد للمشنوق في عين التينة، ثم توقف رئيس وحدة الإدارة المركزية في قوى الأمن الداخلي، العميد أسعد الطفيلي (المحسوب على بري) عن صرف النفقات السرية للمدير العام اللواء ابراهيم بصبوص الذي يعطيها لفرع المعلومات ووحدات المديرية. وبعد أخذ ورد بين الطرفين، تدخّل أحد المقربين من رئيس المجلس، وأجرى اتصالات بوزير الداخلية مؤكداً الحرص على حسن العلاقة معه، فيما حرص النائب البيروتي على عدم تسريب أي معلومة حول «سوء التفاهم» إلى الاعلام، مراهناً على انه سيُحل سريعاً. وبالفعل، زار المشنوق عين التينة الأسبوع الماضي، وشهدت الجلسة «عتاباً خفيفاً» وإرجاءً لتعيين قائد للحرس. كذلك جرى حل مشكلة صرف النفقات السرّية للأمن الداخلي.