شكلت كلمات الرئيس الفنزويلي الراحل، هوغو تشافيز، ظاهرة فريدة في الخطب الدبلوماسية في العالم. وهو فاجأ العديد من الزعماء والرؤساء بتهجمات عنيفة. ففي خطاب أمام الأمم المتحدة في أيلول 2006، وصف تشافيز الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش بأنه «شيطان»؛ إذ بادر لدى اعتلائه المنبر إلى رسم إشارة الصليب على وجهه، قائلاً: «فليسامحني الله لأني أقف على المنبر الذي وقف عليه الشيطان بالأمس»، في إشارة إلى خطاب بوش. ثم تلفت حول نفسه وقال: «استطيع ان اشم رائحة البارود حتى الآن في هذا المكان». ومع وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السلطة، عمد تشافيز إلى الترحيب بحذر بالإدارة الجديدة، فاعتلى أيضاً منبر الأمم المتحدة في عام 2009، ليتلفت حوله وهو يقول: «لم نعد نشم رائحة البارود كما اعتدنا، لقد حلت محلها رائحة الأمل، ويجب ان نستشعر هذه الرائحة الجديدة في قلوبنا».
هجمات تشافيز على بوش كانت متكررة، ففي خطاب متلفز عام 2006، خاطب الرئيس الراحل بوش بالقول: «أنت جاهل، أنت حمار، أنت خطر، أو سأقولها لك بلغتي الإنكليزية السيئة». ثم عاد للتحدث بالإسبانية قائلاً: «أنت جبان، قاتل، ومرتكب لعمليات الإبادة الجماعية وسكّير ومدمن خمر وكاذب وشخص بلا أخلاق وخطر. إنك أنت الأسوأ على الإطلاق، أسوأ من على كوكب الأرض، إنك شخص مريض نفسياً. أنا متأكد من ذلك».
وزيرة الخارجية السابقة، كوندوليزا رايس، لم تفلت من انتقاد تشافيز، إذ أشار إليها في مناسبات عدة بـ«الفتاة الصغيرة». ففي شباط 2006، وصفت رايس فنزويلا بأنها تمثل تهديداً للديموقراطية في المنطقة وأنها حليفة لإيران، لكن رد شافيز خلال كلمته الأسبوعية المتلفزة جاء تحذيرياً. وقال: «تذكري يا صغيرتي أنني مثل الشجرة ذات الأشواك تزهر في الخلاء وتوزع رائحتها على المارة لكنها تخز من يلمسها، لا تعبثي معي كوندوليزا... لا تعبثي معي يا فتاة».
ولم يفلت رئيس الوزراء البريطاني السابق، طوني بلير، من هجوم تشافيز اللفظي. ففي عام 2006، حثّ بلير فنزويلا على احترام قوانين المجتمع الدولي، ورد شافيز بأن هذه القوانين قد انتهكت بالفعل عندما احتل العراق. وقال: «لا تكن غير اخلاقي يا سيد بلير، فأنت شخص بلا أخلاق، ليس لك الحق في انتقاد الآخرين في ما يتعلق بقوانين المجتمع الدولي، إنك بيدق للإمبريالية، الذي يحاول تملق بوش، وأنت الرجل الأول في القتل والاغتيال الجماعي على هذا الكوكب. اذهب مباشرة إلى الجحيم يا سيد بلير».