أعلن «الائتلاف» المعارض رفضه المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» في ظل «غزو» إيران وحزب الله لسوريا، فيما اتهمه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنسف المؤتمر من خلال فرض شروط «غير قابلة للتحقيق».
وأوضح رئيس «الائتلاف» بالإنابة جورج صبرا أنّ الائتلاف «لن يشارك في أي مؤتمر أو أية جهود دولية في هذا الاتجاه، في ظل غزو ميليشيات إيران وحزب الله للأراضي السورية». وأضاف «أنّ الحديث عن أي مؤتمرات دولية وحلول سياسية للوضع في سوريا يصبح لغواً لا معنى له في ظل هذه الوحشية».
في المقابل، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعارضة السورية بنسف مؤتمر السلام الدولي من خلال فرض شروط «غير قابلة للتحقيق». وأوضح لافروف أنّ الانطباع السائد هو أن «الائتلاف والجهات الاقليمية الراعية له يقومون بكل ما في وسعهم لمنع بدء العملية السياسية والحصول بكل الوسائل على تدخل عسكري».
ووصف لافروف الشروط التي وضعتها المعارضة السورية للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» بأنها «غير قابلة للتحقيق» وفي طليعتها اشتراط رحيل الرئيس بشار الأسد.
بدوره، دعا وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، المعارضة السورية إلى التحلي «بروح المسؤولية» عبر العودة عن قرارها مقاطعة مؤتمر «جنيف 2».
من جهتها، رأت وزيرة الخارجية الإيطالية أيما بونينو أن «الحكومة الانتقالية السورية يجب أن يكون فيها ممثلون عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد».
في السياق، صرّح الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بأنّ الولايات المتحدة وروسيا لم تجدا حلاً بعد لعدد من المسائل المتعلقة بالمؤتمر الدولي.
وأقرت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، بأنّه لم يجرِ الاتفاق بعد على لائحة الدول التي ستشارك في المؤتمر، إضافة إلى تمثيل النظام السوري والمعارضة. إلّا أنّ رايس أكدت أمام صحافيين أن «كافة أجهزة» وزارة الخارجية الأميركية تعمل مع روسيا من أجل عقد الاجتماع.
طهران، من جهتها، أكدت أنها تلقت دعوة شفهية للمشاركة في «جنيف 2». وأوضح مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين عبد اللهيان، أن بلاده ستتخذ قراراً حول المشاركة في المؤتمر بعد تلقيها دعوة خطية.
وضمن الجهود الروسية الأميركية لانجاح عقد المؤتمر، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أنّ بلاده ستشارك على مستوى سياسي رفيع في اجتماع جنيف، يوم الخميس المقبل، لمناقشة الاستعدادات الجارية لمؤتمر «جنيف 2»، الذي ستحضره وكيلة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ويندي شيرمان، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان. ولم يستبعد غاتيلوف مشاركة المبعوث الأممي الدولي الأخضر الإبراهيمي في الاجتماع.
ورداً على قرار واشنطن بأنها تدرس خيار فرض حظر جوي فوق سوريا، شددت موسكو على أن رفض الولايات المتحدة استبعاد فكرة فرض منطقة حظر جوي على سوريا يلقي بالشك على التزام واشنطن بجهود جمع الطرفين المتحاربين معاً في مؤتمر للسلام. وتعليقاً على قرار الاتحاد الاوروبي السماح بتزويد المسلحين بالسلاح، اكد الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون أنه يعارض تزويد القوى العالمية لسوريا بالسلاح، وحث طرفي الصراع في «الحرب الأهلية» على إيجاد حل سياسي لوقف تهديد الاستقرار في المنطقة.
إلى ذلك، أكد السناتور الأميركي جون ماكين، بعد عودته من سوريا، حيث زار مناطق تسيطر عليها المعارضة، أنه على يقين بأن الولايات المتحدة يمكن أن ترسل أسلحة إلى المقاتلين في سوريا بطريقة تحول دون وقوع هذه الأسلحة في الأيدي الخطأ. وأوضح ماكين أن نسبة المتشددين تبلغ 7% فقط من بين 100 ألف مقاتل في صفوف الثوار بسوريا.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)