أحمد الأسير ليس غريباً عن الإعلام الغربي. صوره على الدراجة الهوائية انتشرت في الصحف الأجنبية منذ بداية «تحرّكه السلمي» كما وُصف. حينها، ركّز ذلك الإعلام الغربي على «الصوت الجريء الذي يعلو ضد «حزب الله» الإرهابي». وأمس، قرّر تناسي «عورات» الأسير ليصبح الخبر الآتي من لبنان في بعض الصحف الأجنبية عبارة عن «مواجهة بين مجموعة سنيّة داعمة للثورة السورية والجيش اللبناني».
سعى البعض إلى زجّ اسم «حزب الله» كمشارك في الأحداث. «لو موند» نشرت بالتعاون مع «فرانس برس» و«رويترز» خبراً مفاده أنّ «مناصري الأسير تعاركوا (الأحد) مع عناصر من «حزب الله» بالأسلحة الرشاشة وبقاذفات الصواريخ». وذكرت أيضاً أن «المواجهات بدأت بعد اعتقال أحد أتباع الأسير». أما حول «مشاركة حزب الله في المواجهات»، فلم تذكر الصحيفة مصدر تلك المعلومة!
الخيار السياسي في تغطية الحدث اللبناني تجلّى أميركياً في «ذي نيويورك تايمز». هانيا مرتضى من بيروت كتبت للصحيفة أنه «ليس واضحاً كيف بدأت الأحداث في صيدا الأحد»، من دون أن تنقل ما أوردته قيادة الجيش أنّ مهاجمته حصلت «من دون سبب». يبقى المشهد الذي رسمته الـ«تايمز» كما يأتي: «الجيش اللبناني يصطدم، لأسباب مجهولة، مع مؤيدين مسلّحين للأسير في صيدا ذات الأغلبية السنّية التي يؤيد معظم سكّانها التمرد السنّي في سوريا». من هو أحمد الأسير؟ تجيب بجملة: «الشيخ الذي اكتسب شهرة وطنية من خلال (…) دعواته العلنية لنزع سلاح «حزب الله» الذي يقاتل في سوريا الى جانب نظام بشار الأسد». قمة الاستخفاف بالوضع والمعايير المهنية التي بلغت حدّ تأجيج الفتنة، جاءت على لسان الصحافي ميتشيل بروثيرو الذي يدّعي أنه «خبير في شؤون حزب الله». الأخير غرّد على حسابه أمس: «أمضيت للتو 3 ساعات مع الوحدة القتالية من «حزب الله» التي تقاتل رجال الأسير في صيدا. «حزب الله» هو الذي يقود المعركة». ولدى سؤاله عن مصادره، أجاب: «عيناي»!