وبعد شيوع خبر استشهاد الرقيب عبد الكريم قبلان الطعيمة الذي سقط خلال معركة عبرا، أول من أمس، تداعى أبناء عشيرة عرب الحروك الى منزل والد الشهيد في بلدة الفاعور (البقاع الأوسط) لمشاركته بمصابه الأليم. تحت الخيمة التي أقيمت لتقبل التعازي، دار همس بين جموع المعزين الذين اختلفت آراؤهم بين متعاطف مع الجيش، وبين من اعتبر أن الأسير وقع ضحيّة مؤامرة استدرج إليها.
لكن هذا الانقسام سرعان ما تلاشى بعدما تناقلت وسائل التواصل شريط فيديو يصف فيه فضل شاكر شهداء الجيش بـ«الفطائس والخنازير»، داعياً الله «أن يلحق بهم الجرحى الباقون».
وقد أثار شريط المغنّي «التائب» موجة استياء عارمة بين أهالي الشهداء وأقربائهم. وقال والد الشهيد طعيمة: «أفتخر بأن ابني سقط شهيداً على مذبح الوطن، والمواقف التي تصدر من هنا وهناك لا تزيدني إلا إيماناً بأن مؤسسة الجيش أسمى وأرفع من أصوات شاذة يطلقها البعض».
الى جانب الوالد المفجوع يجلس قريبه، وهو والد جندي جرح في معركة عبرا، يتمتم الرجل الهادئ بصوت خافت «لا حول ولا قوة إلا بالله، حسبيَ الله ونعم الوكيل». موقف مشابه عبّر عنه والد س. ش، الجندي الجريح الذي يعالج حالياً في المسشتفى العسكري جراء شظية قذيفة أصابته في رجله. انتقادات الأب اللاذعة لم تستثن أحداً من الذين يعملون ليل نهار على إثارة الفتنة: «الإناء ينضح بما فيه، وبإذن الله فإن الدعوات التي يتمناها هذا الحقير سترتد عليه»، يقول بغضب متوجهاً بالعزاء الى أهالي الشهداء، ومتمنياً الشفاء العاجل لجرحى الجيش الذي «نعقد عليه الآمال للذود عن الوطن وإعادة الأمن والاستقرار الى ربوعه». تجدر الإشارة الى أن أحد الذين ظهروا في شريط الفيديو مع فضل شاكر، المدعو أحمد بلبل، أطل أمس على محطات التلفزة، ليوضح أن شريط الفيديو الذي بث ليل الاثنين يعود تاريخ تصويره الى وقت سابق، بعد الاشتباكات التي حصلت بين أنصار الأسير ومسلحين من حارة صيدا، وسقط بنتيجتها قتيلان من سكان الأخيرة. في السياق، وبعدما سيطر الجيش على المربع الأمني التابع للشيخ أحمد الأسير، تفاوتت ردود الفعل، في البقاع الأوسط، بين مؤيدين لما أنجز، وآخرين عبروا عن استيائهم وطالبوا الدولة بتعميم ما حصل في صيدا على جميع المناطق من دون استثناء.