دعت معظم المواقف الدولية إلى اعتماد لغة الحوار بين الأطراف السياسيين في مصر لحل الأزمة. الموقف الأبرز كان لواشنطن التي دعت إلى إجراء انتخابات سريعة وعدم استخدام القوة ضد المعتصمين، فيما طالبت تركيا مجلس الأمن والجامعة العربية بإدانة «المجزرة»، معربةً عن خشيتها من تحول الوضع في مصر إلى نزاع مماثل لما يحدث في سوريا. وأعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن أمله بـ«الانتقال السلمي للسلطة بشكل ديموقراطي»، داعياً الجيش المصري إلى «إجراء الانتخابات واعتماد الحلول السلبية وعدم استخدام القوة ضد المعتصمين».
ودعا كيري، في مؤتمر صحافي، إلى «تعليق العمل بقانون الطوارئ في مصر، وتفادي العنف بين المعتصمين والجيش المصري، واحترام ارادة الشعب المصري»، مشيراً إلى أن «الحل السياسي يكون عبر الحلول السلمية، لأن استخدام العنف سيؤدي إلى مشاكل».
وكان مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست قد أدان «بقوة» لجوء قوات الأمن المصرية إلى العنف ضد المتظاهرين. وقال: «لقد دعونا مراراً القوى الأمنية المصرية الى ضبط النفس، ودعونا كذلك المتظاهرين الى التعبير عن احتجاجهم بطرق سلمية».
بدورها، دعت الخارجية الروسية الأحزاب السياسية المصرية إلى ضبط النفس واعتماد المصالح الوطنية العليا من أجل منع المزيد من التصعيد والضحايا إلى منع سقوط المزيد من الضحايا.
من جهته، أوضح رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، ميخائيل مارغيلوف، أن «هناك مواجهة شديدة بين ايديولوجيتين، واحدة لمؤيدي اسلام (الإخوان المسلمين) والثانية لمؤيدي الطريقة الليبرالية الغربية لتطور مصر في عهد ما بعد حسني مبارك. وتتحول هذه المواجهة في جوهر الأمر إلى ما يشبه حرباً اهلية». ورجح مارغيلوف أن يطول أمد «هذه الحالة المستمرة من عدم الاستقرار».
وفي السياق، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى «الوقف الفوري للقمع» في مصر، وطلب من الامم المتحدة وشركائها «اتخاذ موقف دولي عاجل في هذا الاتجاه». وأضاف فابيوس في بيانه «أن الوضع الحالي لن يجد طريقه إلى الحل بالقوة».
بدوره، دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاطراف المصرية إلى ضبط النفس والحوار. وأضاف هيغ أن بريطانيا بذلت جهوداً دبلوماسية بهدف ايجاد حل سلمي، معرباً عن خيبة امله من عدم تحقيق حل وسط. وأدان هيغ استخدام العنف اثناء فض الاعتصام ودعا قوات الامن المصرية إلى ضبط النفس.
من جانبه، دعا وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيله جميع القوى السياسية في مصر إلى تجنب تصعيد العنف، مشيراً إلى أن مستقبل مصر لا يمكن صياغته إلا عبر الحوار وليس عبر العنف.
بدوره، أعرب الاتحاد الاوروبي عن قلقه من الاحداث في مصر. وقال المتحدث الرسمي باسم المفوضة العليا للشؤون الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي، كاثرين آشتون، مايكل مان إن «الأنباء عن سقوط قتلى وجرحى مقلقة للغاية. ونحن نجدد تأكيدنا أن العنف لن يؤدي إلى أي حل، وندعو السلطات المصرية إلى ابداء أقصى قدر من ضبط النفس».

أنقرة: غير مقبول إطلاقاً

تركيا التي عارضت «الانقلاب» في مصر، دعت عبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية للتحرك من أجل وقف «المجزرة» في مصر. وأضاف بيان أردوغان أن موقف الأسرة الدولية حيال «الانقلاب» في مصر «لم يؤد إلا إلى تشجيع الحكومة الحالية على تدخلها».
من جانبه، رأى الرئيس التركي عبد الله غول أن تدخل قوات الامن المصرية لفض الاعتصام في ميداني رابعة العدوية والنهضة «غير مقبول اطلاقاً». وعبر غول عن خشيته من تحول الوضع في مصر إلى نزاع مماثل لما يحدث في سوريا.
واستنكرت حليفة الرئيس المخلوع محمد مرسي، قطر، فضّ اعتصام انصار مرسي. ودعا مسؤول في وزارة الخارجية القطرية السلطات المصرية إلى الامتناع عن «الخيار الأمني في مواجهة اعتصامات وتظاهرات سلمية» وإلى الحفاظ «على أرواح المصريين المعتصمين في مواقع التظاهر». ودعا إلى حل الازمة في مصر عبر الحوار.

طهران: مجزرة بحق السكان

بدورها، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية «المجزرة بحق السكان»، مشيرةً إلى «احتمال نشوب حرب اهلية» في مصر. واضافت: «لا شك ان التوجه الراهن للتطورات يزيد احتمال وقوع الحرب الاهلية في البلد الاسلامي الكبير مصر»، وإن «استمرار هذا الامر لن يخدم مصلحة الشعب المصري الحضاري والصانع للتاريخ».
وتابعت إن «وزارة الخارجية الايرانية اذ تدعو جميع اطراف النزاع لضبط النفس، تحذر من التداعيات الخطيرة لهذا المسار في ضوء الازمات القائمة في المنطقة، وتؤكد ضرورة وقفه على وجه السرعة».
واكدت الخارجية الايرانية أنها «في هذا الاطار تحث جميع النخب السياسية والعلمية والدينية والاطياف والمجموعات المختلفة في مصر على اتخاذ التوجهات السلمية، ومن ضمنها طريق الحوار الوطني والمسيرة الديموقراطية».
كذلك أدان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعمال العنف في مصر، مؤكداً أن «العنف والتحريض من أي طرف لا يعتبر رداً على التحديات التي تواجهها مصر».

القرضاوي: التظاهر فرض عين

وهاجم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي، الجيش المصري ودعا «الجماهير مسلمين ومسيحيين للنزول إلى الشوارع». وقال إن «التظاهر منذ الآن فرض عين على كل مسلم وواجب والتخلف عنه حرام».
وأضاف: «لا بقاء لقادة الانقلاب؛ فهم لا شرع لهم ولا واقع، من يقتل نفساً كأنما يقتل الناس جميعاً».
بدوره، أدان المتحدث باسم حركة «حماس» سامي ابو زهري، «المجازر المروعة» بحق المعتصمين، ودعا لحقن الدماء والتوقف عن التعرض للمعتصمين السلميين.
إلى ذلك، اتهمت حركة النهضة الإسلامية في تونس السلطات المصرية بـ«ارتكاب مجزرة ضد المعتصمين في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة»، داعيةً إلى «دعم نضال الشّعب المصري في استرجاع حريته، ورفض الانقلاب على إرادته».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)