منتصف ليل السبت في النبطية، وعلى وقع ضبط سيارة مفخخة في الناعمة، اشتبه بسيارة متوقفة قرب مبنى تجاري في الشارع الرئيسي. سارع شبان من المنطقة والقوى الأمنية إلى ضرب طوق في محيطها وأوقفوا حركة السير. استدعى الجيش خبيراً هندسياً للكشف عليها، وتبين على أثر ذلك أنها خالية من مواد متفجرة، بحسب مصدر أمني.
مع ذلك، وبدءاً من فجر اليوم، تتحول النبطية جزئياً إلى ثكنة عسكرية بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي قرر الجيش اتخاذها في محيط التجمعات التي تشهدها المدينة. وفي هذا الإطار، سيفرض على المشاركين اليوم إلى سوق الاثنين الشعبي الأسبوعي، المرور على حواجز تفتيش. الإجراءات التي غابت عن المنطقة منذ سنوات حتى خلال الاحتفالات الحاشدة بذكرى عاشوراء، استدعاها شبح السيارات المفخخة. خلال العامين الماضيين، انتشرت شائعات عدة عن الاشتباه بسيارات مفخخة وأشخاص يقومون بأعمال مراقبة ورصد وتسلح. كثير من سكانها يترقبون تفجيراً في النبطية يشبه تفجير الرويس لأن مدينتهم « مستهدفة تماماً كما الضاحية».
الخوف من استهداف التجمعات في النبطية لا يقتصر على سوق الاثنين. القوى الأمنية وحزب الله وحركة أمل أمام استحقاق كبير من الآن حتى يوم الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، موعد الاحتفال الشعبي السنوي بذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، الذي قررت حركة أمل في وقت سابق تنظيمه في ساحة النبطية العامة. وتباينت المعلومات بشأن مصير الاحتفال، بين مطالب بإلغائه وآخر بنقله إلى مكان مقفل.
وبالتزامن مع شائعة سيارة النبطية، انتشرت شائعة مماثلة عن سيارة مشتبه فيها مركونة في حارة صيدا في الطريق المؤدية إلى ثكنة زغيب. قبلها بساعات، اشتبه عدد من شبان الحارة برجل سوري يمر في الشارع ويحمل على ظهره حقيبة. أوقفوه وحققوا معه وفتشوا الحقيبة، علماً بأن الجيش بدأ منذ يوم الجمعة الفائت بفرض إجراءات أمنية في محيط مجمع فاطمة الزهراء في صيدا وعدد من الحسينيات في الحارة.
وكانت قد انتشرت رسالة على الهواتف تشير إلى أنه «في حال ذهب أي شخص إلى سيارته المركونة جانب الطريق، ووجد سيارة أخرى تعرقل مروره وقد وضع عليها رقم هاتف صاحبها للاتصال به لإزالتها، يجب أن لا يعمد إلى الاتصال بهذا الرقم. وذلك للاشتباه بأنه قد يكون موصولاً بصاعق لمتفجرة محتملة داخل السيارة. وبمجرد الاتصال على هذا الرقم تنفجر السيارة». وأضافت مصادر مواكبة في الحارة بأن هذا التنبيه لا يشمل السيارات التي تعرقل المرور، بل التي تعرض للبيع أيضاً ويترك على زجاجها رقم هاتف للاتصال.
حرب الشائعات انعكست على السيارات أينما كان. في صور وبنت جبيل، تطوع شبان لمراقبة حركة السيارات ولا سيما المركونة منها على جوانب الطرقات وحركة السيارات الغريبة عن المنطقة ووجهتها. فيما كثف عناصر كل من أمل وحزب الله دورياتهم في البلدات، ولا سيما في الأسواق الشعبية والتجمعات وأمام الحسينيات والمساجد .
على صعيد متصل، لا يزال تفجير الرويس يتردد صداه جنوباً بين بلدات شيّعت شهداءها، وأخرى تنتظر صدور نتائج الحمض النووي للتأكد مما إذا كانت الأشلاء تعود لأحد أبنائها. وبعدما وعد ثرى جويا باحتضان ابنها حسن رمضان وزوجته ندى شهاب وطفلتيه، لم يصل إليها عصر السبت سوى رب العائلة بانتظار تحديد الأشلاء التي تعود لأسرته. مثلها ميفدون التي تنتظر التأكد من أشلاء ابنيها محمد صفا ومحمد دياب جابر، وجرجوع التي تنتظر ابنها محمد محيدلي، والطيبة التي تنتظر التعرف على أشلاء عصام نحلة. أما حانين (بنت جبيل) فلا تزال تغلي لجلاء مصير ابنها صلاح عباس وطفليه. حتى ذلك الحين، شيّعت الخيام الصبية بتول ذيب، وميس الجبل موسى قاروط، وشقراء حسين غملوش .