حلب | لأول مرة منذ شهور يشنّ الجيش السوري هجوماً، هو الأعنف من نوعه، على محور بستان القصر. ساعات من المعارك العنيفة انتهت بتقدم الجيش، وسيطرته على كتل أبنية في مساكن التربية، بعد قضائه على مجموعة من «جبهة النصرة» كانت تتمركز فيها. وقال مصدر عسكري إنّ «وحدة من الجيش قضت على مجموعة إرهابية حاولت التسلل إلى حيّ سليمان الحلبي قرب دوار الصاخور وقضت على جميع أفرادها»، مؤكداً أنّ «عناصر مجموعات أخرى لقيت المصير نفسه في قصف لتجمعاتها في ضاحية الراشدين». والتصعيد في محور بستان القصر أعقب معارك عنيفة تستمر منذ أربعة أيام في جنوب مدينة السفيرة في الريف الجنوبي لحلب، حيث تسعى المعارضة إلى قطع طريق حلب ـــ السلمية، الذي يطلق عليه اسم «الخط العسكري».
وقال مصدر معارض لـ«الأخبار» إنّ «عشرات المسلحين من الكتائب الإسلامية قتلوا في معارك تحرير قرى أم عمود، وقبتين، وجلغوم، وخمس قرى أخرى خلال التقدم نحو خناصر التي تدور المعارك فيها منذ صباح أمس.
بدوره، قال مصدر في «قوات الدفاع الوطني» إنّ أكثر من عشرين من رجال «الدفاع الوطني» قتلوا خلال معركة الدفاع عن خناصر، من بينهم قائد وحدة الدفاع الوطني فيها، مؤكداً انسحاب قوة الدفاع الوطني الموجودة فيها إلى الجنوب باتجاه حواجز الجيش في أثريا.
المعارك العنيفة في هذا المحور تصاعدت بعد زجّ المعارضة أعداداً كبيرة من المسلحين قدموا من مناطق منبج والباب والأتارب ومارع، حيث تحوّل ثقل المعارك مع الجيش من ريفي حلب، الغربي والجنوبي الغربي، إلى طريق حلب ــ خناصر، لقطع خطوط الإمداد البرية عن المدينة.
وأعاد المسلحون إغلاق معبر بستان القصر بعد فتحه لمدة قصيرة والسماح بعبور الأفراد. وقال حسان زيتوني، أحد أهالي حلب، لـ«الأخبار»: «لقد تعرضنا لإذلال كبير على المعبر حيث طلب منا رفع أيدينا إلى أعلى والسير وتفتيشنا كأننا أسرى حرب مع عبارات مهينة».
وكان زكريا العتك، الملقب بأمير المعبر، وهو من متزعمي المجموعات المسلحة قد لقيَ حتفه في الاشتباكات مع الجيش السوري. إغلاق طريق خناصر ومعبر بستان القصر انعكس على أسعار المواد الغذائية والوقود، فارتفعت بنسبة تتراوح بين 50 و100%. وفي السياق، نفت «الهيئة الشرعية» لشمالي حلب أن تكون مسؤولة عن حواجز مسلحين يقومون بفرض أتاوات على السيارات والعابرين في الريف الشمالي. وشهد غرب المدينة عمليات قصف واشتباكات، حيث قتل خمسة مسلحين في ضهرة عبد ربه، وامتد القصف إلى الليرمون والمنصورة غرباً، وشمالاً إلى مقالع الطامورة، وبيانون، وماير، وحريتان، حيث تم تدمير مستودع للسلاح والذخيرة بمن فيه.
وفي شرقي حلب، نفّذ سلاح الجو طلعات أغار فيها على مقار وتجمعات للمسلحين وكبّدهم عشرات القتلى والمصابين، شمالي مدينة دير حافر وفي قرى كويرس والجديدة، وكفكيف.
وفي إدلب، تستمر المعارك العنيفة في مدينة أريحا بعد خرق الاتفاق الذي تم بموجبه تسليم أمن المدينة إلى لجان شعبية من أهلها، بينهم عدد ممّن حملوا السلاح ضد الدولة، وقرروا أخيراً الاستجابة لدعوات المصالحة الوطنية .
وشنّ سلاح الجو السوري غارات على مواقع المسلحين الذين تمددوا من الأحياء الجنوبية للمدينة وجبل الأربعين ليسيطروا على أحياء أخرى، بعد قصفها من قبلهم بصواريخ محلية الصنع وقذائف الهاون. وقال مصدر في اللجان الشعبية لـ«الأخبار» إنّ حركة نزوح كثيفة شهدتها المدينة في الأيام الأخيرة بعد اقتحام المسلحين لعدد من الأحياء وارتكاب مجازر بحق الأهالي الذين استجابوا لدعوات المصالحة الوطنية وطالبوا بخروج المسلحين.
عمليات الجيش استهدفت تجمعات ومقار للمسلحين في كورين، والنيرب وكفررومة، وحيش، ومصيبين، ومعرتمصرين، وخان السبل على طريق حلب موقعة عشرات القتلى والمصابين في صفوفهم، وفق مصدر عسكري. إلى ذلك، تبنّت «جبهة النصرة»، في بيان أمس، تصفية رجل الدين بدر وهيب غزال بعد اختطافه في ريف اللاذقية منذ 3 أسابيع.
وجاء في بيانها أنّها أعدمت الشيخ غزال لأنه مؤيد ويقف في صف الحكومة السورية.