تلقى الرئيس حسن روحاني اتصالاً هاتفياً من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي أكد على تطابق موقف بلاده مع طهران حول ضرورة تكثيف الجهود للحيلولة دون تعرض سوريا لضربة عسكرية غربية، بينما تواصلت التصريحات المتوعدة الغربيين إذا شنوا هجوما عسكريا على بلاد الشام، وكان آخرها على لسان قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري، الذي رأى أن أي هجوم من هذا النوع سيؤدي إلى «زوال اسرائيل قريباً»، كما ستكون سوريا «فيتنام أخرى» للأميركيين.
وأفادت وكالة «مهر» للأنباء بأن الرئيس حسن روحاني ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أكدا خلال اتصال هاتفي أول من امس، ان اللجوء الى الحلول العسكرية خارج اطار الشرعية الدولية ضد الدول المستقلة يُعدّ خرقاً خطيراً للقوانين الدولية. وشددا في الوقت ذاته على أهمية تضافر الجهود واستنفاد كافة الطرق للحيلولة دون تعرض سوريا لضربة عسكرية غربية وايذاء مواطنيها. وأشاد الرئيس روحاني بموقف روسيا ازاء الازمة السورية، واصفاً إياه بالداعم الفعلي لأمن واستقرار سوريا والمنطقة على حد سواء.
وجدد روحاني تنديده باستخدام الأسلحة الكيميائية من أي جهة كانت، منوهاً بضرورة عدم استباق نتائج التحقيقات والاستعجال باطلاق الأحكام بهذا الخصوص.
وحول تزايد الاحتمالات بتعرض دمشق لضربة عسكرية غربية، أكد روحاني أن «سوريا تتمتع بموقع استراتيجي بالغ الحساسية في المنطقة، وأن أي عمل عسكري ضدها سيؤدي بالضرورة الى زعزعة الاستقرار في المنطقة كلها».
وأبدى الرئيس الايراني وجهة نظره ازاء الدافع الغربي لشن حملة عسكرية ضد سوريا، قائلاً إنه «نظراً للتقدم الميداني الذي حققه الجيش السوري في الآونة الأخيرة خلال الصراع القائم، اتخذت الدول الغربية الأحداث الأخيرة، وتحديداً قضية استخدام الأسلحة الكيميائية، ذريعة من أجل شحن الأجواء ضد الحكومة السورية، لاضعاف موقفها التفاوضي في المفاوضات مستقبلاً».
من جهته، أكد الرئيس الروسي انه «ما من ادلة قطعية تشير الى استخدام الحكومة السورية الأسلحة الكيميائية»، مشدداً على موقف موسكو الرافض لرواية استخدام الحكومة السورية تلك الأسلحة المحرمة، مستدلاً على أنها ليست بحاجة اليها من الأساس، وذلك في ظل تقدم قواتها على نحو ملحوظ على الارض.
ونوه بوتين بانه اذا كان لدى الأميركيين ادلة تثبت صحة رواية استخدام دمشق الاسلحة الكيميائية، فعليهم تقديمها الى فريق المحققين الأممين الموجود حالياً في سوريا.
من جهة ثانية، قال جعفري في مقابلة مع وكالة «تسنيم» الإيرانية في وقت متأخر أول من أمس إن أي ضربة أميركية لن تكون في مصلحة اسرائيل.
وأضاف القائد العام للحرس الثوري أن «إشعال أميركا للحرب في المنطقة سيؤدي الى زوال إسرائيل قريباً».
ونقلت الوكالة عن جعفري تحذيره للولايات المتحدة من أنها تجازف بالتورط في صراع مكلف وطويل، إن هي تدخلت في سوريا، مضيفاً أن «سوریا ستصبح مقبرة للغزاة ومعركة أكثر خطورة من فیتنام، بل ستضحى فیتنام ثانیة للأميركيين».
بدوره، حذر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية، اللواء حسن فيروز آبادي، من مغبة توجيه ضربة عسكرية أميركية ضد سوريا، مؤكداً أن تداعياتها «ستحرق الكيان الصهيوني في الدرجة الأولى».
وقال فيروز آبادي «إن الحرب المفروضة على سوريا منذ اكثر من سنتين أثبتت مدى تمتع الشعب السوري بمعنويات عالية وعزم وارادة للدفاع عن بلاده تحت اي ظرف كان». وحذر من «تداعيات اي عمليات عسكرية في المنطقة، حيث ستكبد المنطقة وأميركا وبريطانيا وحلفاءهما في المنطقة خسائر جسيمة في حال اتخاذهم الخيارات التي تدفع باتجاه الحرب في المنطقة وسوريا بالتحديد».
وفي السياق نفسه، أعلن قائد مقر «خاتم الأنبياء» للدفاع الجوي العميد فرزاد اسماعيلي، عن إزاحة الستار قريباً عن «رادار المنظومة التدريجية» القادر على الكشف عن الطائرات الخفية.
وقال اسماعيلي «لقد وعدنا العام الماضي بانتاج رادار يرى جيداً لكنه لا يُرى... إن هذا الرادار الذي يُطلق عليه اسم «رادار المنظومة التدريجية»، وجرى الانتهاء من إعداده، يعد فريداً من نوعه من ناحية التقنية والتكتيك».
واكد العميد اسماعيلي أنه ستجري ازاحة الستار عن هذا الرادار يوم الاحد المقبل (يوم الدفاع الجوي) وسيوضع في مكانه المناسب عند تحديده، وهو ايضا قيد الانتاج في الوقت الحاضر.
وحول قدرات مقر الدفاع الجوي في مجال الكشف عن الطائرات الخفية قال، انه في ضوء استخدام المنظومات الحالية وشبكة منظومات استراق السمع الالكترونية، كنا وما زلنا نمتلك القدرة على الكشف عن الطائرات الخفية، والدليل على ذلك هو الكشف عن الطائرة «يو -2».
الى ذلك، أصدرت مجموعة من وسائل الإعلام المحلية الايرانية بياناً أعلنت خلاله ضرورة توحد جميع وسائل الاعلام الوطنية والاقليمية والدولية تحت مظلة إعلامية موحدة، لإيصال صوت الشعب السوري المظلوم الى العالم، في ظل تزايد التهديدات بالقيام بعمل عسكري ضد سوريا.
وانتقد البيان بعض الدول الاقليمية التي أدت من خلال دعمها المتواصل للمجموعات التكفيرية الى تصاعد حدة موجة العنف اللاانساني ضد الشعب السوري.
(رويترز، مهر، فارس)