أكد المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامیة، علي خامنئي، أن «جبهة الاستكبار لم ولن تستطیع القضاء علی المقاومة في المنطقة»، فيما قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) علاء الدين بروجردي، بعد عودته من زيارة دمشق وبيروت، إن الرئيس السوري بشار الأسد يتمتع بمعنويات عالية جداً.
أما خامنئي، فرأى أن الولايات المتحدة تستغل مسألة الهجوم الكيميائي في سوريا كذريعة للتدخل في البلاد، محذّراً اياها من الخسارة التي ستتكبدها من جراء تدخلها.
وقال خامنئي، خلال استقباله اعضاء مجلس خبراء القيادة في طهران، نشر نصها موقعه الرسمي على الانترنت، «في حالة سوريا، الهجوم الكيميائي ذريعة، وهم يقولون إنهم يريدون التدخل بسبب مسائل انسانية. أميركا ترتكب خطأ في سوريا، ومن المؤكد أنها ستتكبد خسارة».
وأشار المرشد الأعلى الی المعارضات والعداوات للدولة الاسلامیة منذ انتصار الثورة الاسلامیة ولغایة الان، عازياً السبب وراء كل هذه العداوات إلى «التزام الاسلام». ورأى أن «الأمیركیین أخطأوا في القضیة السوریة، وسیستشعرون الضربة التي یتلقونها في هذه القضیة، ولا شك أنهم سیتضررون في هذا المجال بالتأكید».
ولفت المرشد الإيراني الأعلى الی أن «الاستراتیجیة الأساسیة لأعداء الاسلام هي اثارة التفرقة الطائفیة والمذهبیة في المنطقة»، قائلاً «إن العدو وبغیة تنفیذ استراتیجیته هذه وإشعال نار الفتنة یستخدم مجموعتین عمیلتین، مجموعة تكفیریة تحت لافتة المذهب السني، ومجموعة أخری تحت لافتة المذهب الشیعي»، داعیاً علماء الشیعة والسنة إلى الحذر من أن تؤدي الخلافات بین المذاهب الاسلامیة الی ایجاد اصطفافات جدیدة والغفلة عن العدو الأساس.
ولدی ختام الاجتماع الـ 14 لمجلس خبراء القیادة في طهران، تحدث رئيس المجلس محمد رضا مهدوي كني، عن النزاع في سوریا والأوضاع في البحرین والسعودیة، فأكد أن أي «مساعدة تقدمها أمیركا والكیان الصهیوني لا تصب في مصلحة العالم الإسلامي بالتأكید».
في غضون ذلك، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي أن «الاجواء السائدة في سوريا متباينة جداً مع الأجواء التي ترسمها وسائل الاعلام العالمية، فالشعب يواصل حياته العادية، والمقاومة عاقدة العزم على قراراتها، كما ان معنويات الرئيس السوري بشار الأسد عالية جداً، وبالرغم من الاجواء المفتعلة فانه ثابت في مواقفه». ورأى أن «أجواء المنطقة متوترة جداً، واذا نشبت الحرب، فإن أميركا والكيان الصهيوني لن يتمكنا من السيطرة على أبعادها، وخاصة ان الموقع الجغرافي للكيان الصهيوني اذا قُصف بالصواريخ فإنه سيصاب المركز النووي او المصانع البتروكيمائية للكيان الصهيوني، وهو ما سيؤدي الى وقوع كارثة انسانية في المنطقة. ونأمل الا يتخذ مثل هذا القرار الخاطئ».
واشار بروجردي الى «الكذبة الكبرى التي اطلقتها أميركا قبل عشر سنوات لغزو العراق، وهو ما تريد تكراره حالياً بشأن سوريا»، مؤكداً أن المقاومة مصممة على التصدي للغطرسة الأميركية، وان تنتهي الحرب بضرر أميركا.
وحول مواقف بعض الدول العربية من شن حرب على سوريا، قال بروجردي: «أن تقوم دولة إسلامية وعربية ومن موقع الذل في التعامل مع الأميركيين وتشجعهم وتضع قواعد عسكرية تحت تصرفهم، فإنه يدل على عمالة هذه الدول».
وحول توقعاته باحتمال شن حرب على سوريا، قال بروجردي «إن الأميركيين اعلنوا انه ليست لديهم النية لاسقاط نظام بشار الأسد، مما يدل على انهم مترددون تجاه الحرب، والتحركات الأخيرة أيضاً تبين انها ناجمة عن ضغوط الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية».
من جهة ثانية، أعلن قائد مقر «خاتم الأنبیاء» للدفاع الجوي التابع للجیش الایراني، العمید فرزاد اسماعیلي، أنه ستنظَّّم المناورات الكبری والعامة والمشتركة للدفاع الجوي بكل القدرات الدفاعیة للبلاد نهایة شهر تشرین الأول المقبل. وقال اسماعیلي علی هامش مراسم الذكری السنویة لتأسیس الدفاع الجوي في البلاد، بحضور الملحقین العسكریین الاجانب المعتمدین لدى طهران، «إن هذه المناورات ستجری بمشاركة وحدات من جمیع القوات المسلحة من الجیش والحرس الثوري، باستخدام المنظومات الصاروخیة والراداریة الجدیدة التي انضمت الی الشبكة الشاملة للدفاع الجوي في البلاد»، مشيراً الى أن منطقة اجراء المناورات ستكون جبلیة وعرة وفي جو قارس البرد.
وأضاف إنه سیشارك نحو 8 آلاف من الكوادر المیدانیة في المناورات، وسیصل العدد الی نحو 12 الفاً مع قوات الدعم والاسناد والقوات المیدانیة والقتالیة.
وفي رد علی سؤال عما اذا كان هنالك تهدید ضد البلاد، عندما أعلن أن اجواء ایران آمنة للدول الصدیقة، وغیر آمنة للاعداء، قال اسماعيلي «لقد تحدثت بهذا الامر من منطلق الواجب».
واضاف، «إن للدفاع الجوي للجیش مهمتين، احداهما للاصدقاء، وهي كالنسیم العلیل لجمیع الأصدقاء، والأخری كالصاعقة المدمرة لكل الذین یعادون الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة». مؤكداً قدرة البلاد علی التصدي لأي عدوان.
(رويترز، إرنا، مهر، فارس)