أعاد الاعتداء الذي استهدف السفارة الإيرانية في لبنان، أمس، الاتصالات المباشرة بين إيران والغرب على أعلى المستويات، فيما شذّت السعودية وبعض العرب الدائرين في فلكها عن الاجماع على إدانة التفجيرين. أبرز رد فعل على الجريمة كان اتصال رئيس الحكومة البريطانية دايفيد كاميرون بالرئيس الإيراني حسن روحاني، معربا عن رفضه للتفجير. كما دان وزير الخارجية الاميركي جون كيري بشدة التفجيرين ووصفه بالعمل«الدنيء». فيما لفت البيت الابيض إلى انه «لا يمكننا تأكيد من المسؤول عن التفجير».
كذلك دان مجلس الامن الدولي بشدة التفجيرين، ودعا في بيان صدر باجماع اعضائه الـ15 «كل الاطراف اللبنانيين الى الحفاظ على الوحدة الوطنية في مواجهة محاولات زعزعة استقرار البلاد، والى الامتناع عن اي تورط في الازمة السورية». وذكّر بـ«المبدأ الاساسي القائم على عدم انتهاك المقار الدبلوماسية والقنصلية، وواجب حكومات الدول المضيفة باتخاذ كل التدابير الضرورية لحماية هذه المقار والطواقم الدبلوماسية من اي تسلل او هجوم».
وفيما التزمت السعودية الصمت إزاء التفجيرين، اعتبر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان التفجيرين «جرس انذار لنا جميعاً». وأكد في مؤتمر صحافي في روما ان ما يجري اليوم يؤكد ضرورة إيلاء قضية المتطرفين الجدية اللازمة.
أما لبنانياً، فقد أجمعت ردود الفعل على وصف الجريمة بـ«الإرهابية» مشيرة إلى انها تستهدف استقرار لبنان وإحداث فتنة بين اللبنانيين. فيما اعرب رئيس المجلس النيابي نبيه بري في حديث لـ«الأخبار» عن خشيته من أن يكون التفجير جعل لبنان ساحة جهاد واستخدام كما في العراق وسوريا». واعرب عن ارتياحه إلى ردود الفعل «لمعظم الافرقاء وليس كلهم، والتضامن الذي تجاوز التفاصيل والخلافات المحلية».
وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد اتصل بروحاني والسفير الايراني لدى لبنان غصنفر ركن ابادي مستنكرا التفجير. واعتبر ان «مثل هذه الرسائل الاجرامية لا تغيّر في الثوابت».
من جهته، ناشد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال ترؤسه اجتماعا طارئا «لغرفة عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية» الجميع «الهدوء والتمسك اكثر فاكثر بضبط النفس وعدم الانفعال(...)». وأعلن الحداد العام على أرواح الضحايا غداً ووقف العمل من الساعة11 إلى 12.
ولفت رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون الى أن «الجريمة الهمجية التي وقعت في بئر حسن، نموذج لمن يتكلمون عن جبهة النصرة وداعش والقاعدة، بأنها لا تستهدف أحداً».
وإذ شدد الرئيس سعد الحريري على ضرورة ان يشكل الانفجار «دافعاً جديداً لإبعاد لبنان عن الحرائق المحيطة»، لفت رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة إلى ان «آفة الارهاب باتت تهدد لبنان ومواطنيه وهي تحتم التصرف على اساس مواجهة هذه الآفة وليس العمل على توسيع انتشارها». فيما اعتبر الرئيس سليم الحص ان «الهدف من وراء هذا الاجرام بث الفتنة والفرقة بين اللبنانيين خدمة للعدو الاسرائيلي».
ورأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ان «المطلوب اكثر من أي وقت مضى أعلى درجات التضامن الوطني والعقلانية، والعودة الفورية الى الحوار بين اللبنانيين».
وادان رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجة الانفجارين، معتبراً انهما «رسالة واضحة لخط المقاومة وللسلم الاهلي». فيما لفت رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد إلى ان الهدف من التفجير «مواصلة برنامج القتل والتخريب وإثارة الفوضى وتهديد الوحدة الوطنية وضرب الاستقرار والتوغل في التفتيت، وهو برنامج يلتزمُه تحالف غربي ــــ إسرائيلي تتقاطع مصالحه مع انظمة إقليمية ومجموعات تكفيرية لإجهاض صحوة الشعوب ومحاصرتها واسقاط نهوضها ومقاومتها».
وطالب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع «بضبط الحدود اللبنانية ــــ السورية بانتشار فعلي للجيش اللبناني عليها، مدعوماً من قوات من دول صديقة إذا اقتضى الأمر ذلك». ومن جهته، اعتبر اللواء الركن جميل السيد ان «هذا التفجير يحمل دلالات ومؤشرات خطيرة تطال الامن والاستقرار اللبناني وتُنذر بدخول لبنان في مرحلة خطيرة».
ولاقى التفجير استنكارا دوليا وعربيا. وفيما ندد الاتحاد الأوروبي بالتفجير جددت الرئاسة الفرنسية دعمها «للحكومة اللبنانية من اجل حماية الوحدة الوطنية».
كذلك، دان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والخارجية الكويتية التفجيرين.
وأكدت الخارجية الروسية أن «على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفا حاسما من هذا العمل الإجرامي». ولفتت الى ان «ما حدث دليل آخر على ضرورة وضع حد أمام أولئك الذين يحاولون، عن طريق مسلسل الهجمات الدموية في لبنان وسوريا والعراق وغيرها من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، زرع الفتنة الطائفية التي تشكل خطرا على الإقليم وشعوبه».
واستنكرت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان التفجيرين، متّهمة «الجماعات الإرهابية بمحاولة نسف الوضع في لبنان». ودانت قيادتا منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في بيروت التفجيرين.