أرخت الأزمة السورية بثقلها على المشهد الإعلامي اللبناني في 2013، فسجّل سقوطاً مدوياً في أداء بعض القنوات، خصوصاً لجهة ملف المخطوفين اللبنانيين في أعزاز. «الجديد» و«المؤسسة اللبنانية للإرسال» تنافستا على قطف السبق الصحافي، فوصل بهما الأمر إلى حد الاستعراض وضرب كل اعتبار إنساني قبل أن يصل الملف الى خواتيمه مع إطلاق سراح المخطوفين، من دون أن يخلو الأمر من الاستعراض الإعلامي ونقل لغوغاء الشارع. طيف الأزمة السورية خيّم أيضاً على برامج الـ«توك شو» التي تحوّلت إلى منابر للتحريض والشتائم والتعارك على الهواء مع تكرار المشهد عينه بين الشاشات من mtv الى «المنار» و«الجديد» وتقمص تجربة فيصل القاسم على «الجزيرة» بجلبه طرفي النزاع وتركهما يتقاتلان ويتقاذفان مختلف أنواع السباب والشتائم مع تحريك مستمر لهذه «العجلة» من قبل المذيع الشهير. كل ذلك ترافق مع سقطة أخرى للقنوات اللبنانية التي راحت تبرّر الجرائم المتنقلة بين الضاحية وطرابلس وبئر حسن. وفي الأداء الإعلامي أيضاً، كشّرت otv عن أنيابها المذهبية وأفرزت إعلاناً للقانون الأرثوذكسي استعادت فيه اللغة الطائفية «الصافية» بوصفه الحل الأمثل «للغبن المسيحي»، فيما اتفق السواد الأعظم من القنوات على تقديم اسكتشات عنصرية استهدفت اللاجئين السوريين في لبنان. وفي التجديد والبرمجة، استفاقت «المنار» بعد كبوة 4 سنوات، ورفعت lbci شعار «الدنيا ألوان» محاولة الخروج من الاصطفاف السياسي.
وفي مجال حرية التعبير، برز «مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية» بقوة، مستدعياً العديد من الأسئلة القانونية والمهنية والأخلاقية. في بلد الحريات، برز المكتب كسيف مصلت على أهل الصحافة، فبدأ باستدعاء المغردين وصولاً الى الصحافيين، ومنهم رامي الأمين على خلفية «ستاتوس» فايسبوكي ضد الممثل اللبناني وسام صباغ الذي تلقّى هدية ثمينة (سيارة فخمة) على الهواء في برنامجه «خدني معك» على otv. وكرّت السبحة مع استدعاء الصحافيين والناشطين في انتهاك واضح لدور هذا المكتب ومهماته التي تعدّت حدودها التقنية لتصل الى انتهاك حقوق الأفراد والحريات العامة والخاصة، وبات يشبه بتكوينه وحيثيته «فرع المعلومات» في الأمن الداخلي. وانتهت هذه المهزلة بتكريس الحق في المثول أمام النيابة العامة لا أمام الضابطة العدلية المتمثّلة في هذا المكتب. كذلك، كان المخرج شربل خليل نجم الساحة مع التهديد الذي طاله من الأصولية الإسلامية والمسيحية على حدّ سواء. في البدء، كان على موعد مع تهديدات وحملات افتراضية وواقعية طالت حياته والمحيطين به حين مُنع من بث كليب للشيخ السلفي أحمد الأسير وهدر دمه. وفي نيسان (ابريل) الماضي، واجه هجمةً أخرى من الأصولية المسيحية هذه المرة بسبب تقليده البطريرك السابق مار نصرالله بطرس صفير، ثم قامت الدنيا ولم تقعد عند تقليده شخصية السيد حسن نصرالله في تشرين الثاني (نوفمبر).
وفي أحوال المهنة، تسرّبت قضية فساد «نقابة المحررين» بالأسماء والأرقام لتنام بعدها في الأدراج من دون تسجيل أي ردّ فعل! وفي تشرين الثاني (نوفمبر)، دخل لبنان ومعه القنوات المحلية العصر الرقمي التجريبي في انتظار تنفيذ الخطة المعدّة للانتقال التي وضعتها «اللجنة الوطنية اللبنانية للانتقال للبث التلفزيوني الرقمي»، لتولد في الشهر عينه شركة GFK الإحصائية وتبحر بين القنوات المحلية، محاولة كسر الاحتكار وتعزيز المنافسة والشفافية. وأخيراً، سجّل 2013 رحيل أحد روّاد فن الكاريكاتور في لبنان، إنّه بيار صادق الذي رحل بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز 76 عاماً.

يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab