منذ العام 2005، اعتاد حزب الله وتيار المستقبل أن يتواصلا عبر الامن. اتصالاتهما عبر رئيس فرع المعلومات (العميد وسام الحسن ثم عماد عثمان) ووحدة الارتباط والتنسيق في الحزب (وفيق صفا) وغرفة عمليات الامن الداخلي (العميد حسام التنوخي) لم تنقطع يوماً، حتى في ذروة التوتر السياسي والأمني. وكانت هذه القناة تمهّد الطريق دوماً أمام إعادة التواصل السياسي بينهما.
هذه المرة، السياسة سبقت الامن. السيد حسن نصرالله طرح مبادرة الحل اللبناني للازمة السياسية، وعدم انتظار تدخل الخارج، يوم الأربعاء الماضي. النقاشات داخل التيار كانت قد حسمت ضرورة ملاقاته في منتصف الطريق. وقبل صدور موقف إيجابي من كلام نصر الله، ضرب الإرهاب برج البراجنة (يوم الخميس)، فاستغل المستقبل الحدث من زاويتين: الاولى، إظهار تضامن صرف، من دون أي «لطشة» سياسية. اما الثانية، فتمثلت في مسارعة فرع المعلومات إلى كشف غالبية المتورطين بالجريمة. اعاد السيد نصرالله طرح مبادرته مجدداً، شاكراً فرع المعلومات على ما قام به. فرد الرئيس سعد الحريري مرحباً بالمبادرة، مع تحفظه على اولوياتها. لكن العارفين بالعلاقات السياسية، يرون ان الحوار بين الطرفين لن يُنتِج محصولاً رئاسياً. ما سيتأتى منه ينحصر في تخفيف التوتر، وتغطية مستقبلية لمكافحة الإرهاب. فالعقدة التي تحول دون حل الأزمة اللبنانية لا تزال في مكان آخر: الرياض. وعلى المشككين بهذه القراءة ان يُراجعوا موقف السعودية من الحرب في سوريا واليمن