يبدو أن دعائم التوافق في الانتخابات البلديّة في جونية تتساقط واحدة تلو الأخرى، ومن المرجح أن تأخذ الانتخابات المنتظرة في منتصف أيار المقبل طريق المعركة، وخصوصاً أن الصيغ المطروحة لإتمام أي وفاق تُجابه باعتراضات الأطراف المعنية.آخر صيغ الوفاق الساقطة التي اقترحها رئيس جمعية الصناعيين نعمة افرام تفضي إلى أن يكون فادي فيّاض رئيساً لبلدية جونية، وجوان حبيش عضواً في المجلس البلدي ورئيساً لاتحاد البلديات في كسروان، وخصوصاً أن قانون البلديات يسمح لأي عضو بلدي كما لرؤساء البلديات بخوض معركة رئاسة الاتحاد. وهو ما رفضه حبيش نفسه.
أما الصيغة الثانية، فتقضي بأن يكون فيّاض رئيساً للبلدية، على أن يمثَّل حبيش في "اللائحة التوافقية" بشقيقه يوسف مرشحاً لرئاسة البلدية، مقابل حجز مقعد نيابي للأول في الانتخابات النيابية المقبلة، وهو ما رفضه النائبان السابقان فريد هيكل الخارن ومنصور البون وأصرّا على ترشيح نائب رئيس البلدية فؤاد البواري للرئاسة، أو أي شخصيّة أخرى خارج الأسماء المطروحة.
وفي وقت ما زال فيه البون يفاوض من خلال تأكيد دعمه لفؤاد البواري، الذي تواجه لائحته مطبّات في تشكليها، عبّر الخازن عن عدم اقتناعه بمرشّح آل افرام، فادي فيّاض، لاعتبارات عدّة، ما صعّب التوافق بينهما. وتواصل الخازن مع جوان حبيش بعد سنوات من التباعد في مسعى لإيجاد صيغة أفضل له.
يؤكّد الخازن لـ"الأخبار" أن "المشكلة الأساسيّة في عدم إتمام التوافق الذي تسعى إليه الأطراف السياسيّة هو الصيغة المطروحة وتفاصيلها. وخلال أيّام تتبلور الصورة النهائية في خوضنا المعركة أو تأليف لائحة تضمّ الجميع".
بالنسبة إلى الخازن، هناك صعوبة لدى فيّاض بخوض المعركة في وجه حبيش، باعتبار الأول غير متمرّس بالعمل البلدي، ولن يصمد في وجه تحالف حبيش والتيار الوطني الحر. ويضيف: "سأسير بما يتفق عليه الجميع، لكنني على تواصل مع حبيش، بعدما ذللنا خلافات الماضي، وما من استحالة في التفاهم معه".
الخلاصة أن معركة جونيه ستكون أمام وقائع جديدة، اذا اتفق حبيش (مدعوماً من التيار لوطني الحر) والخازن على خوض الانتخابات معاً، مع ما يعينه ذلك من حظوظ كبيرة لفوز لائحتهما. وسيفرض ذلك على القوى الأخرى إعادة التدقيق بواقعها وربما يدفع بعضها إلى محاولة الالتحاق باللائحة القوية.