أعربت إسرائيل، أمس، عن خشيتها من انزلاق التظاهرات المتنقلة في عدد من الدول العربية نحو الأسوأ، معربةً عن قلقها من إمكان أن «يخطف» الإسلاميون أي انتصار في هذه الدول. ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن خبراء أمنيين في الدولة العبرية، استبعادهم تأثير ما يحصل في الدول العربية على الأمن القومي الإسرائيلي. ومع ذلك، أشار الرئيس السابق لوحدة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية، يعقوب عميدرور، إلى أنّ «الظروف قد تتغير بين يوم وآخر، وبالتالي يجب أن نسأل أنفسنا عن السيناريو الأسوأ، لأننا نقف بالفعل على جليد سميك، سيذوب في النهاية».
أما الجنرال غيورا آيلاند، الذي شغل سابقاً منصب مستشار الأمن القومي، فلمّح إلى إمكان أن يسيطر «الإخوان المسلمون» على السلطة إذا حصلت ثورة في مصر، «وهذا سيكون سيئاً، ليس لإسرائيل فحسب، بل لجميع الديموقراطيات» في العالم. وتابع قائلاً إن «المعركة الحقيقية في مصر لم تكن بين (الرئيس المصري حسني) مبارك وعناصر مناصرة للديموقراطية، بل بين مبارك والإخوان المسلمين».
في المقابل، لفت الخبير في الشؤون الأمنية في مركز دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، شلومو بروم، إلى أنّ «من المستحيل معرفة ما يمكن أن يحصل»، فـ«صحيح أنّ الأصوات المؤيدة للديموقراطية تعبّر عن نفسها، وهذا إيجابي، لكننا لا نعرف كيف سينتهي ذلك».
من جهتها، شدّدت صحيفة «هآرتس» على وجوب انتظار ما ستؤول إليه الأمور في مصر، مشيرةً إلى أن «مَن يتوقع انتشار وباء الثورة في الشرق الأوسط أو في شمال أفريقيا، عليه أن ينتظر النتائج في كل دولة على حدة، لأن كل واحدة منها تمتلك أسباباً ومفاعيل مختلفة، وليست بالضرورة مشابهة لما تسبّب سقوط النظام التونسي». وفي السياق، كتب معلق الشؤون العربية في الصحيفة، تسفي برئيل، ما مفاده أنّ «مصر، خلافاً لتونس، هي دولة ذات خبرة وتجربة مع المتظاهرين ومع الإضرابات والاحتجاجات، وتعرف كيف تناور حيال الرد الجماهيري والدولي، وإذا كان السد في تونس قد تحطم وسقط الحكم، فإن حكام مصر يفهمون أنهم ليسوا مسؤولين فقط عن أنفسهم، بل عليهم أيضاً أن يمنعوا انفجارات إضافية في المنطقة».
أما «يديعوت أحرونوت»، فتحدثت عن معضلة أميركية حيال ما يجري في أرض النيل، على قاعدة أنّ «على واشنطن الاختيار بين الديموقراطية أو الصديق مبارك». ورأت أنّ «واشنطن، في سعيها إلى المحافظة على الهيمنة العالمية، تدعم الإصلاحات الديموقراطية في العالم العربي، لكنها أيضاً تدعم الطغاة مثل مبارك وملوك السعودية والأردن، ما داموا موالين لها وللغرب».