بغداد| منذ اندلاع الثورة المصرية الأسبوع الماضي، لم يغب شريط «خبر عاجل» عن الشاشات العراقية. ووافت القنوات المحلية مشاهديها بكل التطورات على أرض «المحروسة». ورغم أن أبرز الفضائيات العراقية تتعارض في توجهاتها السياسية، إلا أنها أولت أهمية كبرى للثورة في مصر.
هكذا خصصت محطات مثل «العراقيّة»، و«السومريّة»، و«الحريّة»، و«الاتجاه»، و«آفاق» و«البغدادية»، وغيرها... مساحة واسعة للتغطية المصرية. كذلك خصّصت بعض التلفزيونات برامجها الحوارية لمناقشة الأحداث مثل «ما وراء الحدث» على شاشة «الحريّة»... أما «الشرقية» فأفردت ساعات طويلة للحديث عن الثورة مع مجموعة من الضيوف السياسيين والمحللين، بينما اكتفت قنوات أخرى بالتركيز على ما يجري في القاهرة وباقي المدن في نشرات الأخبار، لتتقدّم الأحداث المصرية على حساب الأخبار العراقية. لكن لا بد من التذكير بأن الجمهور العراقي توجّه إلى متابعة قنوات «الجزيرة»، و«العربية»، و«بي بي سي عربي» التي بدت أغنى وأكثر شمولاً من الفضائيّات العراقيّة.
أما على جبهة الصحافة المكتوبة، فبدا واضحاً الاهتمام الكبير بما يجري في أرض النيل. ورأينا أكثر من صحيفة تعنون على صفحتها الأولى وبالخط العريض «ثورة الغضب». وهو ما فعلته «العالم»، و«الصباح الجديد»، و«البيان»، و«طريق الشعب»... فيما أصدرت صحف أخرى، منها «المدى» و«الصباح»، ملاحق خاصّة وصفحات مستحدثة تعرض مجمل الأحداث الساخنة في مصر. وفي خطوة لافتة، طلبت مجالس التحرير من بعض الصحافيين السهر حتى ساعة متأخرة لمتابعة كل التطورات في مصر، ونشرها في عدد اليوم التالي. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الصحافة العراقية لم تقفل صفحاتها في وقت متأخّر (نظراً إلى الظروف الأمنية في بغداد، وقرار حظر التجوال) إلا في حالات استثنائية، مثل يوم إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية في مختلف المحافظات، أو تأليف الحكومة العراقيّة، أو... انتظار نتيجة مباريات المنتخب العراقي في كرة القدم، وغيرها من الأحداث التي تعدّ ذات أولوية قصوى بالنسبة إلى الجمهور العراقي كيوم سقوط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مع إندلاع «ثورة الكرامة» الشهر الماضي.
ويسجّل للإعلام العراقي ـــــ المرئي والمكتوب والمسموع ـــــ محاولة مقاربة الواقع المصري مع ما يحصل في «أرض الرافدَين» من خلال طرح أسئلة من نوع «كيف انعكست الثورة المصرية على الواقع العراقي؟» أو «كيف استقبل العراقيون الحدث المصري؟» و«هل تمتدّ الثورة العراقية لتصل إلى العراق؟»... ليصف الشعب العراقي ـــــ في أكثر من استطلاع ـــــ بن علي ومبارك بأنهما تلميذا صدام حسين.. من دون أن ينسى بعضهم التحذير من «الغضب الشعبي العراقي» في ظلّ تراجع الخدمات والأمن والحريات الفرديّة، إلى جانب استمرار الاحتلال.