إذا راجعنا صور التظاهرات والاحتجاجات في مصر خلال العشر سنوات الأخيرة، فسنجد وجهاً أسمر اللون، وجسداً نحيلاً بارزاً في عدد كبير منها، يعود إلى الشاب خالد عبد الحميد. الأخير، بخلاف انتمائه الايديولوجي اليساري، هو أحد الناشطين الفاعلين في معظم اللجان الشعبية التي تظهر في الأوقات الطارئة، بدءاً من اللجنة الشعبية لدعم فلسطين، وصولاً إلى اللجنة الشعبية لدعم المعتقلين الذين اعتادت وزارة الداخلية خطفهم خلال التظاهرات المحدودة أمام سلالم نقابة الصحافيين. بعد أحداث تونس، كان عبد الحميد يشعر بالأمل يتعاظم داخله. كان سعيداً إلى درجة كبيرة. أحس أن التغيير لا يزال ممكناً. يوم 25 يناير، كان يتحرك بين مركز التظاهرة في ميدان التحرير ومركز هشام مبارك، الذي يمثل الخط الخلفي للمتظاهرين، من خلال تقديمه الدعم القانوني والرعاية الصحية. في ذلك اليوم، كان عبد الحميد يهتف ويغني للشيخ إمام بمعنويات مرتفعة جداً.
واجه خالد بلطجية النظام بتشكيلاتها وأسمائها المختلفة، من رجال الأمن المركزي الذين اختفوا يوم الجمعة الماضي، إلى مؤيدي الرئيس الذين اختفوا بدورهم يوم الثلاثاء الماضي، لكنه مع ذلك، لا يزال صامداً في الميدان بالمعنويات المرتفعة عينها. وإلى جانب الاعتصام في الميدان، يؤدي خالد دوراً آخر في تشكيل الائتلاف الشبابي الذي يضم مجموعة متنوعة من الحركات الشبابية، أبرزها حركة شباب 6 أبريل، شباب الإخوان المسلمين، الاشتراكيين الثوريين، وتيار التجديد الاشتراكي.
وكانت هذه الحركات والجماعات السياسية الشبابيه هي الداعية إلى تظاهرات 25 يناير. الغرض من الائتلاف كما يوضح خالد هو محاولة خلق بؤرة شبابيه لا نستطيع الادعاء بأنها تمثل الشباب المعتصمين بميدان التحرير، لكنها تعبّر عن قطاع كبير نسبياً منهم. يقوم الائتلاف بالتنسيق بين المعتصمين والتيارات السياسية الموجودة في الميدان، وحين يقل عدد الموجودين في الميدان، يستخدم أعضاء الائتلاف جميع الوسائل المتاحة لحشد الجماهير ودعوتهم إلى المشاركة في اعتصام التحرير.
كذلك يرتب الائتلاف الفعاليات المختلفة التي تجري أثناء الاعتصام. ورغم توارد الأنباء عن حوار نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان مع بعض الشباب الموجودين في الميدان، ينفي خالد تماماً هذه الادعاءات قائلاً إن موقف الائتلاف من المفاوضات صريح ومعلن، وهو «لا تفاوض قبل الرحيل». هكذا يعبّر خالد عن إصراره على إحداث التغيير.