سجلّ نظيف
ورد في عدد جريدتكم الصادر يوم الاثنين 21 آذار 2011 وثيقة منسوبة إلى موقع «ويكيليكس» تتضمّن كلاماً للرئيس أمين الجميل طاولنا فيه، لذا يهمّنا تأكيد ما يأتي:

جاءت هذه الوثيقة لتؤكد قناعاتنا بأن فريقاً سياسياً لبنانياً استخدم لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري لغايات سياسية وشخصية، إحداها محاولة توريطي في قضايا سياسية أو مالية أو أمنية، بهدف استهداف والدي الرئيس إميل لحود وإحراجه لإخراجه من سدة الرئاسة، لأهداف سياسية عند كثيرين، وشخصية أيضاً عند البعض، ومنهم الذي نقلت الوثيقة كلامه. ولم يوفّر هذا الفريق أسلوباً بهدف تحقيق غايته، ومنها التعرّض للكرامات واستخدام الشهود الزور والتهويل مرة بفرارنا إلى قطر، ومرة بدخولنا السجن، ومرة بتحويلنا إلى لاهاي، فإذا بالسحر ينقلب على السَّحَرة ويصبح مصيرهم هو المهدد.
فبعد جلسات عدة مع أعضاء في لجنة التحقيق، دام بعضها أكثر من ست ساعات، خرج هؤلاء خالي الوفاض من أي دليل يديننا في أي قضية، مع الإشارة إلى أن تحقيقهم شمل قضايا لا صلة لها باغتيال الرئيس الحريري، ومع ذلك لم يجدوا ما يسلّمونه إلى محرّضيهم لإدانتنا، علماً بأن سجلات هؤلاء حافلة بالإنجازات غير الوطنية، وهي إن شئنا تعدادها لنافست وثائق «ويكيليكس» عدداً وفضائحها مضموناً. كما نلفت أيضاً إلى أنه، بعد اتهامنا المغرض في عام 2004 بموضوع «كوبونات النفط»، بادرنا إلى تقديم إخبار بأنفسنا أمام القضاء اللبناني ووصلتنا نشرة من الأنتربول الدولي تؤكد سجلنا النظيف، فحبّذا لو يبادر المتّهِمون إلى خطوة كهذه لنرى ما في نشراتهم من تجاوزات.
إلا أن ما يؤسف له حقاً أن الطعنة تأتي من الجار، جغرافياً، علماً بأننا حرصنا في المرحلة السابقة على احترام هذه الجيرة، من دون أن ندرك أننا كنا نجرّب المُجرَّب، لا في السياسة الداخلية فقط، بل في التعامل أيضاً مع الأنظمة الظالمة والفاسدة، من عراق صدّام، إلى مصر مبارك، إلى ليبيا القذافي. ولعلّ ما حصل ويحصل في هذه الدول يمثّل دليلاً جديداً على أن رهاناته تسقط الواحد تلو الآخر، فيما الرئيس إميل لحود كسب رهاناته جميعاً، وخرج من سدّة الرئاسة نظيف الكف والسجلّ، في حين يطغى فيه الأسود على سجلات بعض مَن سبقه في الموقع.
فشكراً لـ«ويكيليكس» ولجريدة «الأخبار» على إسقاطهما أوراق التين التي كان يخفي بها البعض عوراتهم، وما أكثرها.

إميل إميل لحّود