توسعت دائرة المنتقدين للتدخّل العسكري في ليبيا إقليمياً ودولياً، فيما لا يزال الخلاف دائراً حول من يقود التحالف الدولي في عملية الحظر الجوّي فوق ليبيا. وأعلنت تركيا في هذا السياق أمس، أنها لن تشارك في العمليات العسكرية، لكنها قد تشارك في مهمات «مراقبة» البحر الأبيض المتوسط وعمليات إنسانية في بنغازي، حيث معقل المعارضة الليبيّة. وأكّد رئيس الوزراء رجب طيّب أردوغان، أمام برلمان بلاده، أن تركيا «لن تكون إطلاقاً من يسدّد فوهة سلاح الى الشعب الليبي»، مضيفاً «علاقتنا بليبيا لا يقودها الجوع إلى النفط والمصالح». وأكد «لا نريد أن تصبح ليبيا عراقاً ثانياً... خلال ثماني سنوات، دُمّرت حضارة كاملة وقتل أكثر من مليون شخص» في العراق.
وفي بكين، نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، جيانغ يو، قولها «لاحظت التقارير وقوع ضحايا مدنيين بسبب العملية المتعدّدة الجنسيات ضد ليبيا»، وقالت إنها قلقة جداً من ذلك.
وأضافت جيانغ «نحن نعارض سوء استخدام القوة الذي يؤدي إلى المزيد من الضحايا المدنيين والمزيد من الكوارث الإنسانية».
من جهة ثانية، انتقد الرئيس الأوغندي، يويري موسيفيني، تدخّل القوّة المتعددة الجنسيات في «الوطن الحقيقي»، داعياً مع ذلك الزعيم الليبي إلى التفاوض مع الثوار. وأكّد الرئيس موسيفيني، في مقالة طويلة نشرتها صحيفة «نيو فيجين» الموالية للحكومة، أن «البلدان الغربية ما زالت تكيل بمكيالين».
وفي بيونغ يانغ، انتقد متحدّث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية، مشاركة واشنطن في الهجوم العسكري الذي يشنّه تحالف دولي ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال المتحدث إن «الهجمات على ليبيا تمثّل انتهاكاً للسيادة الوطنية وجريمة غير إنسانية ضد الشعب الليبي».
أما الهند فقد كرّر وزير مالها، براناب موخرجي، أمام البرلمان أنه «يجب على أي قوى خارجية ألّا تتدخل» في ليبيا، مشدداً على أن ما يحصل هناك هو شأن داخلي. وقال إن «تغيير النظام أو عدم تغييره يعتمد على شعب تلك الدولة المحددة لا على أيّ قوى خارجية».
وفي لندن، أظهر استطلاع للرأي أن 35 في المئة من البريطانيين يوافقون على أن من حق بريطانيا التحرك عسكرياً ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، مقابل 65 في المئة إما يعارضون أو ليسوا واثقين من موقفهم.
وأجرت مؤسسة أبحاث «كومرس» وشركة «آي تي إن» البريطانيتان استطلاعاً للرأي شمل 2028 راشداً في بريطانيا، وتبيّن أن بريطانيّاً من كل 3، أو 35 في المئة يرون أنّ من حق بريطانيا التدخل عسكرياً في ليبيا، مقابل 43 في المئة يعارضون و22 في المئة ليسوا واثقين من رأيهم.
ووافق أكثر من نصف المستطلَعين، أي 53 في المئة على أن من غير المقبول أن تعرّض القوات العسكرية البريطانية حياة جنودها للموت أو الإصابة، فيما تحاول حماية القوات المعارضة لنظام القذافي.
وفي استوكهولم، أفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس، بأن أكثر من ستة سويديين من أصل عشرة يؤيدون مشاركة بلادهم العسكرية في التحالف الدولي في ليبيا، وأن نحو تسعة من أصل عشرة يدعمون التدخل الدولي. ويعتقد 65 في المئة من السويديين أنّ على السويد المشاركة في العمليات العسكرية في ليبيا، فيما يعارض 33 في المئة هذا الأمر، حسبما أفاد هذا الاستطلاع الذي أعدّته مؤسسة «ديموسكوب» ونشرته صحيفة «إكسبرسن» اليومية.
ويعتقد 88 في المئة من السويديين أن التدخل العسكري بتفويض من الأمم المتحدة «صحيح»، فيما يرى 10 في المئة أنه «خطأ»، حسبما أفاد الاستطلاع الذي أجري على عينة من 1101 شخص.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)