أعلن بيان لتنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» محافظة أبين في جنوب اليمن «إمارة إسلامية»، فيما تحدثت معلومات عن استعداد قوّات من الجيش اليمني آتية من منطقة زنجبار للقيام بحملة عسكرية في منطقة جعار لمحاربة مسلحي «القاعدة»، المفترضين وسط مخاوف من تعمّد النظام إشعال الجبهة الجنوبية لتخفيف الضغوط المطالبة بإسقاطه. ودعا بيان «القاعدة»، الذي بثّته الإذاعة، «النساء إلى عدم الخروج إلى الشوارع إلا للحاجة الضرورية». وقال «على النساء اللاتي يخرجن للأسواق لقضاء الحاجات الضرورية أن يرافقهن أحد أقاربهن، وأن عليهن اصطحاب ما يثبت هويتهن من بطاقات شخصية أو عائلية أو جوازات سفر وما شابه ذلك». وأثار صدور البيان تساؤلات حول الجهة التي تقف خلف محاولة إظهار المحافظات الجنوبية على أنها معقل حصين لـ«القاعدة»، ولا سيما أنه جاء عقب استعادة عناصر مسلحة مجهولة السيطرة على الإذاعة بعد تسليمها أول من أمس، إلى جانب القصر الرئاسي، إلى مشايخ للقبائل بعد وساطات مع الجهاديين الذين سيطروا عليها. كذلك تزامن صدور البيان مع اتهام القيادي الجهادي في أبين، سامي ديان، الحكومة بالتسبب في قتل وإصابة العشرات من مواطني المحافظة، من خلال تلغيمها مصنع 7 اكتوبر وتفجيره بهم بعد انسحابها من المنطقة، ما أدى إلى مقتل 150 شخصاً، وإصابة 80 آخرين بجروح.
ونفى ديان لموقع «نيوزيمن» علاقته بـ«القاعدة» أو وجود مسلحين من خارج المديرية، قائلاً «هذا كلام فارغ، نحن أبناء جعار وليس عندنا قاعدة، قلنا نحمي منطقتنا من الفساد والسرقة والظلم، حتى يسقط النظام، ونغيّر مصير اليمن». وأضاف «ألّفنا لجاناً شعبية، ورتّبنا أنفسنا في المدينة بحماية الممتلكات والمرافق الحكومية الأخرى»، نافياً نهبهم إياها.
بدوره، قال الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك، ياسين سعيد نعمان، إن «ما يحدث الآن من انسحاب لقوى الأمن في أبين، وتسليم مواقعها لعناصر مسلحة قريبة من النظام، كان يتّهمها في يوم من الأيام النظام بالإرهاب، يؤكّد أن هناك خطة لإحداث فوضى عامة».
كذلك رأى المتحدث الرسمي باسم اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، محمد الصبري، أن «نشر الفوضى وأعمال القتل في اليمن وسقوط 120 قتيلاً في أبين جراء انفجار مصنع للذخيرة ليس سوى رأس جبل الجريمة المنظمة»، مشدداً في الوقت نفسه على أن «محاولات صالح لن تنجح في إبقائه في السلطة أياً كانت الجهات التي تدعمه، ولن تضعف ثورة الشعب اليمني العظيم لأنه قرر إسقاط نظامه. ولن يتراجع عن ذلك».
في المقابل، تمسكت السلطة بروايتها للانفجار. وحمّل وكيل محافظة أبين، أحمد غالب الرهوي، السكان مسؤولية ما حدث، قائلاً «لقد حذّرهم العمال من قبل» من خطورة الوضع في المصنع. وذكر أن «سبب انفجار المصنع يعود الى إخراج أشخاص مادة البارود من البراميل عبر ضربها بآلة حديدية، ما أدى الى تطاير شرارات ونشوب حريق وانفجارات داخل المستودع». وذكر أن ألسنة اللهب انتشرت على امتداد نحو 500 متر، مجدداً دعوته للسكان الى «عدم الاقتراب من المصنع لوجود مستودعات أخرى لم تنفجر بعد».
(الأخبار، يو بي آي، رويترز، أ ف ب)