لدى القيادة المصرية، زمن الرئيس المخلوع حسني مبارك، سجلّ هائل من العداء لحركة «حماس» وإيران وسوريا، لم تتعمد إخفاء مقداره في مناسبة ومن دون مناسبة أمام الزوار الأميركيين السعداء بسماع مواقف من هذا النوع. ولأنّ اللواء عمر سليمان والرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط ومساعديهم كانوا واجهة النظام، فإنّهم تكفّلوا بإصدار مواقف من العيار الثقيل.
وتخصّص السفارة الأميركية عدداً كبيراً من برقياتها لتقويم السلوك المصري الرسمي والشعبي إزاء عدوان «الرصاص المصهور»على غزة نهاية عام 2008 ومطلع 2009. وتكشف إحدى الوثائق بتاريخ 12 كانون الثاني 2009، أن وزارة الأوقاف المصرية أمرت جميع أئمّة المساجد بعدم التطرق إلى موضوع حرب غزة خلال خطبهم في صلاة الجمعة [09CAIRO45]. وبموجب هذا الأمر، «لم نسمع أي خطبة جمعة في مساجد القاهرة تتحدث عن غزة». وتحت عنوان «انفصام في الشخصية حيال غزة»، تدّعي الوثيقة نفسها أن الشارع المصري ليس موحَّداً من حيث تأييده لحركة «حماس»، بدليل الشعارات المعادية للحركة الإسلامية التي أطلقت خلال تشييع الضابط المصري في حرس الحدود الذي قُتل خلال اختراق الغزيين معبر رفح في 28 كانون الأول 2008. لكن السفيرة مارغريت سكوبي تعود لتعترف، في نهاية البرقية، بأن هذا الجزء من الشارع المصري يبقى أقلّوياً مقارنة مع الغالبية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني والغاضبة على أميركا والغرب وإسرائيل.

نخب vs «مصريّين عاديّين»

ومثلما كانت الحال في الاهتمام الأميركي بتداعيات حرب تموز 2006 على الحكومة والشارع المصريَّين، فقد خصّصت السفارة لدى مصر حيّزاً واسعاً من برقياتها لرصد صدى حرب غزة في الإعلام المصري، لتخلص إلى أن نظام حسني مبارك كان أحد أبرز الخاسرين من الحرب [09CAIRO98]. وحاولت الوثيقة التمييز بين فئتين مصريتين اختلف تقويم كل منهما لنتائج الحرب ولسلوك القاهرة خلالها؛ فالنخبة المثقفة ظلت موالية وداعمة للحكومة ولأدائها، بينما «المصريون العاديون» تملّكهم الغضب الشديد إزاء كل من الإسرائيليين وحكومتهم نفسها. وقارنت مصادر السفارة الأميركية مشاعر المصريين بتلك التي انتابتهم في حرب 1967. لكن اختلفت آراء مصادر السفارة، بين مَن رأى أنّ هذا الغضب سرعان ما سيزول، مثلما حصل بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت في 1982 وحرب لبنان 2006، من جهة، ومَن أعرب عن ثقته بعكس ذلك، لأن الغضب سيدوم طويلاً ولسنوات من جهة ثانية. وأبرز الصفات التي رصدتها البرقية عن مبارك في الشارع المصري بسبب مواقفه خلال عدوان غزة كانت: «أضحوكة»، و«دمية بيد الغرب»، و«مفلس أخلاقياً»، إضافة إلى «شخص يساوي بين مصالحه ومصالح إسرائيل وأميركا». ويشكو أحد مسؤولي الحزب الديموقراطي الوطني الحاكم للسفارة الأميركية أنه «إذا نُظر إلى حماس على أنها قد فازت بالحرب، فإنّ ذلك سيكون مضرّاً جداً بالمعتدلين هنا. هناك احترام كبير لحماس لأنها وقفت في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، ويصعب علينا أن ننافس في تلك النقطة»، حتى إنّ بعض مصادر السفارة تعترف للمسؤولين الأميركيين «بأنّنا جميعاً نخجل بالطريقة التي تصرّفت بها حكومتنا». وبحسب تحليل مُخبري السفارة ومصادر معلوماتها، فإنّ تفسيراً طبقياً يشرح الانقسام الحاصل بين المصريين: الفقراء الذين شعروا بأنّ أوضاعهم مماثلة لظروف عيش الفلسطينيين في القطاع المحاصر، وأن السلطات المصرية تعاملهم مثلما تتعاطى إسرائيل مع الفلسطينيين. هؤلاء، بحسب برقية السفارة، تمكّن «الإخوان المسلمون» دون سواهم من تجييشهم وتحريكهم وإنزالهم إلى الشوارع، ما جعل من جماعة الإخوان أحد الرابحين في الحرب على الصعيد الشعبي. كل ذلك في مقابل نخب مثقفة كانت راضية عن سلوك السلطات المصرية على قاعدة أن النظام وضع المصلحة الوطنية في صدارة معايير سلوكه إزاء حرب غزة.

نتّصل بالجميع إلا بالسوريّين

وفي عزّ الحرب على غزة، تشير برقية بتاريخ 29 كانون الأول 2008 إلى أن أبو الغيط طمأن الجنرال دايفيد بيترايوس، خلال وجود الأخير في القاهرة في 27 و28 كانون الأول 2008، إلى أنه اتصل بجميع الأطراف المعنية بحرب غزة «ما عدا السوريين» [08CAIRO2571]. وكشف له عن رفض القاهرة عقد قمة عاجلة لجامعة الدول العربية لأنها ستكون «سابقة لأوانها»، ولأنه لن يصدر شيء عنها. وتظهر النية الحقيقية لرفض أبو الغيط عقد القمة العاجلة، عندما يعترف بأنه يريد تجنُّب صدور إدانات عربية قاسية ضد إسرائيل. وعن لقاء بيترايوس مع اللواء عمر سليمان، تنسب السفارة إلى مدير جهاز الاستخبارات المصرية تأكيده أنه يدرك ماذا تريد إسرائيل من حربها، وأنها تنوي الذهاب حتى النهاية لتحقيق أهدافها «وهو ما يمكن أن يحصل في غضون أسبوع أو اثنين». وأعرب عن رأيه في أن «الوضع قد يتحسن في حال إعلان هدنة قصيرة من يوم أو اثنين للسماح للغزيين بدفن قتلاهم وعلاج مصابيهم وتلقي المساعدات الإنسانية، إضافة إلى الفوائد السياسية من خلال السماح لإسرائيل ولحماس بفهم خطورة الوضع». وهنا أيضاً تظهر النية الحقيقية للمطلب المصري من وراء الهدنة، ألا وهو إراحة مصر من الضغط الذي تتعرض له من الداخل والخارج، لكونها مستمرة بإقفال معبر رفح، على قاعدة أن الهدنة «ستمنح مصر الغطاء السياسي اللازم لممارسة المزيد من الضغط على حماس، ووضعها في خانة المسؤولة الوحيدة عن المأساة الإنسانية في القطاع».
حتى إنّ مستشار وزارة الخارجية المصرية للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، أحمد همشري، وفي إطار شكواه من التظاهرات العالمية المنددة بالحصار المصري المفروض على قطاع غزة، يبرر للسفارة الأميركية منع الحجّاج الحمساويين من مغادرة القطاع إلى السعودية لأداء مناسك الحج بأن هؤلاء مرتبطون بمواعيد للاجتماع مع مسؤولين إيرانيين في مدينة مكة، حيث من المفترض بهؤلاء تزويد حجاج «حماس» بالمال نقداً وبالتعليمات لمدى سنوات [08CAIRO2502]. وفي السياق، يتذمّر همشري من عجز مصر عن بناء قاعدة جماهيرية ضدّ «حماس»، محذّراً الأميركيين من أن «الخطر على المدى البعيد هو أنّ قوة حماس ستستمر بالازدياد، الأمر الذي سينعكس بدوره قوةً لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وجبهة العمل الإسلامي في الأردن، وهو ما سيكون على حساب العلاقات المصرية ـــــ الإسرائيلية».

«حماس» عدوّة مصر

ولم يكن المسؤولون المصريون يخفون عداءهم الرسمي لحركة «حماس»، ما قد يقدم شرحاً منطقياً للسياسات المصرية الحكومية التي اتّبعت تجاهها خلال الحرب وقبلها وبعدها. وتقدم برقيات السفارة الأميركية عشرات التصريحات والأمثلة عن نظرة أركان النظام البائد إلى الحركة الإسلامية في غزة. وفي أحد لقاءات أبو الغيط مع مندوب الكونغرس، دايفيد برايس، [08CAIRO52]، بتاريخ 13 كانون الثاني 2008، يقول الوزير المصري إن «الحكومة المصرية تنظر إلى حركة حماس على أنها تنظيم تابع للإخوان المسلمين، وبالتالي كعدوّ». وبرر أبو الغيط عداء نظامه لكل ما يمتّ بصلة إلى «الإخوان» بتأكيده أن جميع المنظمات التابعة لها، كحماس، يعتقدون خطأً أن تطبيق التعليم الديني الذي يعود إلى القرن الثامن هو الطريق الصحيح، وبالتالي فإنهم يميلون نحو استخدام العنف. ويتابع أبو الغيط أن الإخوان المسلمين وأتباعهم أنزلوا بمصر خراباً لعقود من الزمن، من خلال اغتيال عدد من الزعماء، من بينهم الرئيس أنور السادات. كلام يورده وزير الخارجية لضيفه الأميركي ليخلص إلى تبرير سعي الحكومة المصرية إلى فعل أقصى ما يمكنها فعله لعزل حركة «حماس» ووقف التهريب إلى قطاع غزة. وطمأن أبو الغيط المسؤول الأميركي إلى أنّ حكومته، لتعزيز إمكانياتها على الحدود مع غزة، قد تسير بمشروع شراء التجهيزات الأميركية البالغة قيمتها 23 مليون دولار لمنع التهريب، وفق ما طلبته الولايات المتحدة من خلال فريق مهندسيها الذين أجروا دراسة عن هذا الموضوع.

ضعف إيران وسوريا

ولدى أبو الغيط المعادي لكل ما يتعلق بالإخوان المسلمين وحركة حماس، عداء مشابه لإيران وسوريا أيضاً. وتقدم البرقية الرقم 08CAIRO1009 عيّنة عن مواقفه؛ فخلال اجتماعه مع المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، السفير الأسبق لدى لبنان، دايفيد ساترفيلد في أيار 2008، يشير أبو الغيط إلى أن إيران تُظهر نفسها على أنها لا يمكن أن تُهزم، «بينما الحقيقة هي أنّ لديها كل عيوب القوى الشرق أوسطية، شأنها شأن سوريا، بدليل أنّ الأخيرة فشلت في منع إسرائيل من تدمير منشآتها النووية» (في إشارة إلى قصف موقع دير الزور السوري في أيلول 2007). ورداً على كلام ساترفيلد عن أن سلطنة عُمان قد تكون تتصرف على نحو ممالئ للإيرانيين خوفاً منهم، لفت أبو الغيط إلى أن الجمهورية الإسلامية تبحث عن حدث لإثبات أنها لا تُهزَم، ساخراً من أنّ إيران اليوم «تذكّرني بمصر في منتصف ستينيات القرن الماضي»، قبل أن يطمئن إلى أن لدى القاهرة اليوم أهدافاً أكثر واقعية، وهي التنمية وتأمين الغذاء والعناية الطبية لشعبها.
بدوره، لا يخفي أقوى صقور نظام مبارك، اللواء عمر سليمان، مشاعره الحقيقية المعادية لـ«حماس». وتنقل البرقية الرقم 09CAIRO65 عن سليمان قوله إن مساعي مصر لتقويض حركة المقاومة الإسلامية تتضمّن محاربة شبكات التهريب وتدمير الأنفاق بالتنسيق مع الدولة العبرية. وأشار إلى أن سوريا وإيران تعملان على إعاقة المصالحة الفلسطينية، مؤكداً أنّ مسؤولي «حماس» قرروا عدم المشاركة في الحوار الفلسطيني ـــــ الفلسطيني في 11 تشرين الثاني 2008 لأن إيران وسوريا شجعتاهم على ذلك إلى حين تسلُّم الإدارة الجديدة الحكم في واشنطن. وعن إيران، أوضح أبو الغيط أن مصر تواجه طهران «والأجندة التوسّعية للشيعة» من خلال إحباط المبادرات الإيرانية. كله كلام يهدف منه سليمان إلى التحذير من أن ضربة عسكرية لإيران ستكون كارثية لأنها ستجمع العالم الإسلامي إلى جانب إيران. في جميع الأحوال، هي مواقف مشابهة للأفكار المعروفة لمبارك عن إيران والشيعة عموماً، وهو الذي يشرح لأعضاء الكونغرس الأميركي بيرون دورغان وتشاد كوشران وكنت كونراد وشيلدون وايتهاوس كيف أنه لطالما نصح إدارة بوش بعدم إزاحة صدام حسين عن السلطة في العراق، لأن ذلك «سيفتح الباب واسعاً أمام إيران التي تحلم بالسيطرة على المنطقة بأكملها من خلال تحويل الدول السنية إلى شيعية». وهنا يستغرب تقرير السفارة الأميركية كلام مبارك الذي ساوى بين إيران والعراق على قاعدة أنهما «وجهان لعملة شيعية واحدة». وفي سياق شتمه شيعة المنطقة، رأى مبارك أن إيران هي مموِّل جميع المنظمات المتطرفة في المنطقة، من حزب الله إلى حماس، وصولاً إلى الإخوان المسلمين.



الجامعة أداة لإيران

تباهى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط (الصورة) أمام السفيرة الأميركية مارغريت سكوبي [08CAIRO2442]، بجهوده التي انتهت بإقناع وزراء الخارجية العرب بشرعنة تمديد الولاية الرئاسية لمحمود عباس، وهو ما مثّل «انتصاراً على سوريا التي كانت تلعب مع قطر لعبة الإيرانيين مع الإسلاميين».
ويتابع أبو الغيط أنه «لو نجح السوريون في إلغاء تلك الفقرة، لكان الضرر كبيراً جداً، لكننا واجهنا السوريين وأرغمناهم». واعترف بأن مصر أعاقت مشروعاً سورياً كان يقضي بإنشاء لجنة لمساعدة السلطة الفلسطينية كانت ستلزمها بإرسال تقارير عن عملها إلى الجامعة.
ووصف الجامعة بأنها «تعمل كأداة بأيدي الإيرانيين»، مشيراً إلى أنّ «المواجهة بدأت منذ اغتيال (رفيق) الحريري، وتواصلت خلال حرب لبنان (تموز) والانقلاب العسكري لحركة حماس في غزة، وصولاً إلى إضعاف عباس ومحاولة تغيير اسم منظمة التحرير إلى منظمة التحرير الإسلامية الفلسطينية».



انسوا شاليط

توحي إحدى البرقيات الصادرة عن السفارة الأميركية في القاهرة [06CAIRO4382]، بأن القيادة المصرية، فيما كانت تتولّى وساطة بين إسرائيل وحركة «حماس» لإطلاق الجندي الإسرائيلي المعتقل لدى المقاومة في غزة، جلعاد شاليط (الصورة)، كانت في العمق تعمل على تأخير نجاح الصفقة. ويقترح وزير الخارجية أحمد أبو الغيط على مساعد وزيرة الخارجية الأميركية دايفيد ولش أن يقنع تل أبيب بـ«نسيان الجندي (شاليط) لفترة لتهدئة الأزمة»، وتقليص دور رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل. واعترف أبو الغيط بأن لدى الأتراك صدقية وتأثيراً على السوريّين، لكن تلاعب بهم السوريون من خلال السماح لـ«حماس» بطلب «ضمانات دولية» لحمايتهم، في مقابل الإفراج عن شاليط، وهو ما وصفه أبو الغيط بأنه «ازدراء مباشر لجهود الوساطة المصرية». غير أنّ اللواء عمر سليمان يعود في برقية أخرى بتاريخ 12 أيلول 2006 ليحمّل سوريا و«حماس» مسؤولية فشل الجهود السورية حيال صفقة شاليط [06CAIRO5708].



موسوي بغيض

خلال اجتماع لملك الأردن عبد الله الثاني (الصورة) مع مندوب الكونغرس آدام شيفز في حزيران 2009، يفصح الملك عن شيء من مشاعره تجاه كل من سوريا وإيران. وخلال حديث عن دور سوريا في مفاوضات السلام، قال الملك إن سوريا تركّز أكثر على المنافع الاقتصادية لحالة الانفراج مع الغرب منه على طموحاتها في استعادة مرتفعات الجولان. وأشار الملك إلى أنّ «سوريا تهتم بصفقات الدولارات» أكثر مما تهتم بأراضيها [09AMMAN1483]. وفي تعليقاته على الانتخابات الإيرانية، وصف الملك احتجاجات المعارضة بأنها جزاء على تدخُّلها في شؤون المنطقة. وقال الملك إنه فيما المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي لم يعد يبدو «أعلى» كثيراً، إلا أنّ البديلَين مير حسين موسوي وهاشمي أكبر رفسنجاني «بغيضان أيضاً». ووصف الغليان السياسي في إيران بأنه «أداة جدية» قد يستغلّها المعتدلون العرب لإعادة سوريا وقطر مجدداً إلى الحاضنة العربية المعتدلة.



مبارك يبرّئ سوريا

تتحدث الوثيقة الرقم 05CAIRO2552 الصادرة عن السفارة الأميركية في القاهرة، عن سلسلة اجتماعات عقدها أركان السفارة مع المسؤولين المصريين للضغط على القيادة السورية في شأن عدم تأخير موعد انسحاب قواتها من لبنان قبل الانتخابات التشريعية، ولشكر القيادة المصرية على دورها في إصدار القرار الدولي 1559. وأبلغ رئيس موظفي وزارة الخارجية المصرية، سميح شكري، السفارة، بأن القيادة السورية «فهمت جدية الوضع في لبنان وخطورته على أثر التفجيرات التي كانت تضرب المدن اللبنانية» في تلك الفترة.
وأبلغ شكري القائم بأعمال السفارة الأميركية في القاهرة في حينها، غوردون غراي، أن الرئيس حسني مبارك (الصورة)، بعد اجتماعه مع نظيره السوري بشار الأسد على هامش القمة العربية في الجزائر العاصمة، شعر بأنّ السوريين ليسوا المسؤولين عن التفجيرات في لبنان، وأن هؤلاء قلقون للغاية من التطورات الأمنية اللبنانية.



لا تكسروا نظام الأسد

أرسى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط السياسة الخارجية المصرية تجاه سوريا التي دامت منذ عام 2005 حتى انهيار النظام في 11 شباط 2011. سياسة تقوم على مواصلة الضغط على سوريا مع التشديد على ضرورة عدم إسقاط نظام بشار الأسد، بحسب ما تكشفه البرقية الرقم 05CAIRO6913، وفيها ينصح أبو الغيط الإدارة الأميركية بمواصلة الضغط على سوريا من البوابة اللبنانية «لكن لا تكسروا النظام، لأنه عندها سيعذّبكم الهلال الخصيب إلى الأبد». أما الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى (الصورة) فينصح الأميركيين بـ«العمل سراً مع سوريا لفتح قنوات اتصال مع الأسد بشأن 4 أو 5 ملفات حسّاسة». أما مدير موظفي وزارة الخارجية المصرية، عمرو شربيني، فيكشف لأركان السفارة الأميركية أن القاهرة رفضت مطالب دمشق بإنشاء لجنة تنسيق مصرية ـــــ سورية تجتمع مرتين سنوياً. وقال شربيني «أجبنا السوريين بأننا نفكر في طلبهم، لكننا لا ننوي الموافقة على ذلك في الوقت الحاضر».