رام الله | تحدّى سكان الضفة الغربية أمس، الإجراءات الأمنية الإسرائيلية التي فرضت الإغلاق الشامل على المدينة مدة 24 ساعة، للمشاركة في إحياء الذكرى الـ 63 للنكبة الفلسطينية. البداية كانت مع دويّ أصوات الصافرات إيذاناً بانطلاق الفعاليات الرسمية والشعبية لإحياء الذكرى الثالثة والستين لنكبة فلسطين، فتوقفت الحياة دقيقة كاملة في جميع مدن الضفة الغربية، حيث شلت حركة المواطنين والسيارات.
وللمرة الأولى شارك عشرات الآلاف من المواطنين من كافة المدن الفلسطينية في الفعالية المركزية بمدينة رام الله، رافعين الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء، ولافتات تقول «لا بديل عن حق العودة» وهتافات تؤكد ذلك.
وغطت مجريات الأحداث على كل الخطابات التي أجمعت أمس على أن العودة حق لجميع اللاجئين، وأنها ستصبح حقيقة لا محالة، في أعقاب اندلاع مواجهات عنيفة على مدخل مدينة رام الله بالقرب من مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين.
وفي وقت كانت فيه الاحتفالات الرسمية تتواصل، حيث وضع ممثل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الطيب عبد الرحيم، يرافقه ممثلون عن كافة الفصائل الفلسطينية، على رأسهم حركة «حماس»، أكاليل من الزهور على ضريح الرئيس ياسر عرفات، انطلقت مسيرة حاشدة نحو حاجز قلنديا العسكري شمال مدينة القدس بتنظيم من لجان إحياء ذكرى النكبة والحملة الشعبية لمقاومة جدار الفصل العنصري والقوى الديموقراطية والحراك الشبابي المستقل.
وعلى الأثر، استخدم جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص والغاز المسيّل للدموع لتفريق المتظاهرين، ما أدى إلى إلحاق 150 إصابة على الأقل في صفوف الفلسطينيين.
كذلك تمكنت وحدة من «المستعربين» من الدخول بين المتظاهرين، واعتقلت ستة من المتظاهرين أمام المخيم، بينهم عدد من الجرحى.
وفي مدينة الخليل وبلدتي بني نعيم وحلحول جنوب الضفة الغربية، أصيب 12مواطناً بالغاز والرصاص المطاطي، بعد اندلاع مواجهات عقب انطلاق مسيرات تحيي ذكرى النكبة.
شمال الضفة الغربية لم يكن بعيداً بدوره عن الأحداث، فقد اندلعت مواجهات عنيفة بين جنود الاحتلال وشبان فلسطينيين من بلدة عزون القريبة من مدينة قلقيلية، فيما سقطت عدة إصابات في محافظة طولكرم، بعد مواجهات مع قوات الاحتلال في منطقة نزلة عيسى في المدينة والمنطقة القريبة من حاجز عناب العسكري الإسرائيلي شرق المدينة.
أما التظاهرة المركزية، فانتقلت من بيت لحم إلى قرية الولجة الفلسطينية، التي صودر أكثر من نصفها لمصلحة بناء الجدار الفاصل، وهناك هاجمها جنود الاحتلال بعنف، فأوقعوا عدداً من الإصابات واعتقلوا 11 من المتظاهرين بينهم 5 من المتضامنين الأجانب.
وفي نابلس، شارك مئات الأطفال على طريقتهم في إحياء ذكرى النكبة، فرفعوا «مفاتيح» ضخمة رمزاً لمفاتيح البيوت الفلسطينية التي أُجبروا على تركها إبّان نزوحهم من مدنهم وقراهم الأصلية واللجوء إلى دول ومدن مجاورة للأراضي الفلسطينية، مرددين شعارات مباركة للوحدة والمصالحة الفلسطينية التي جرت، ومطالبين بالثبات على حق العودة.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت حالة التأهب القصوى في الضفة الغربية. ففرض الإغلاق الشامل عليها مدة 24 ساعة قابلة للتمديد تخوفاً من التظاهرات الفلسطينية في الذكرى الـ63 لنكبة فلسطين. وأعلن متحدث عسكري إسرائيلي أنه نتيجةً لهذا الإجراء، سيمنع على الفلسطينيين دخول إسرائيل باستثناء الحالات الإنسانية والأشخاص الذين يستوجب وضعهم معالجة طبية، وعُزز وجود قوات الاحتلال على كافة مداخل مدن الضفة الغربية وقراها.