في تمام الرابعة كان أكثر من 300 عونيّ قد توافدوا من بلدات في قضاء الكورة، وتجمّعوا بسياراتهم أمام مركز التيار الوطني الحرّ في بلدة كفرعقا، لينطلقوا الى البترون ومنها إلى بيروت. كان واضحاً أن الحشد الأكبر كان من كفرعقا التي تضم العدد الأكبر من المنتسبين الكورانيين، بحسب مسؤول التيار الوطني الحر في الكورة جورج عطالله. الأخير الذي كان واحداً من المتظاهرين العونيين الأساسيين بين 1998 و2005، يقول إن «خيار اللجوء الى الشارع نبع من عدم انتظام عمل المؤسسات وتداول السلطة كما يجب، في ظل التحايل الدائم على الحلول التسووية التي نقدّمها».
التنقل بين الناشطين يؤكد اجتماعهم بحماسة كبيرة رغم جهلهم للخطوات التالية، وما سيلي انتقالهم من البترون إلى بيروت أو غيرها من المناطق. يقول أحدهم: «كل الاحتمالات واردة بما في ذلك خيار البقاء في الشارع». لكن بدا جلياً أنهم، إذا ما قرّروا ذلك، فسيكونون وحدهم. فحليف التيار الوطني الحر في الكورة، الحزب السوري القومي الاجتماعي، كان واضحاً أمس، في أميون كما في غيرها من قرى القضاء، أنه غير معني بهذه التظاهرة رغم تأييده الكامل لـ «المطالب المحقة» للعماد ميشال عون، بحسب مسؤوله الإعلامي هنيبعل كرم.

القوميون مؤيدون عن بعد والمردة
ترك الخيار
للجمهور
تتفاوت آراء الشباب القوميين بين متحمس لمواكبة التيار ومتحفظ، فيما يبدي كرم خشيته من النزول الى الشارع «في ظل الأوضاع الداخلية المتوترة واحتمال وجود طوابير خامسة وسادسة»، لافتاً الى «خطورة التسويق الإعلامي الذي وضع التيار الوطني الحر في مواجهة الجيش في بعض المواقف السابقة».
أنصار المردة بدوا منقسمين أيضاً بين متحمس لخطاب التيار الحليف ومتحفظ على «مشاغبة الحليف الدائمة»، ولكن ما من كلمة سر يتناقلها المرديون على غرار القوميين، فقد تركت قيادة المردة الحرية الكاملة للمناصرين بالمشاركة أو عدمها. منسق المردة في قضاء الكورة بربر معراوي أكد عدم صدور أي «قرار رسمي في هذا الإطار»، مشيراً الى «الدعم الكامل للتيار الوطني والمطالب التي يطالب بها، فنحن والتيار في خط واحد». وأكد معراوي وجود شباب متحمسين للمشاركة في التظاهر، فيما ينتظر آخرون قرار المردة. و»نحن لن نقول لمن يرغب بالنزول، لا تنزلوا».