منذ بضعة أشهر، بدأت «الحالة الروكزية»، تتبلور داخل الحالة العونية: شباب يجاهرون بعشقهم لقائد فوج المغاوير العميد شامل روكز؛ صبية «تدقّ» اسمه على كتفها، وآخرون يلصقون صوره على سياراتهم ويحددون المواعيد لوقفات تضامنية معه قبل أن يتدخل هو شخصياً لفضها. يشعر هؤلاء بأنهم «أم الصبي» في الحراك العونيّ الحالي؛ في موازاة ماكينة التيار، ينشط هؤلاء افتراضياً 24 على 24، محاولين تحويل الإجماع الشعبي والسياسي على مناقبية روكز إلى تضامن عملاني معه. ويشير أحدهم إلى عدم انتظامهم جميعاً في مجموعة واحدة لعدم إحراج روكز نظراً لحساسية الأمر في ظل وجوده في المؤسسة العسكرية. وحتى حين يلتقون في الفرص المتاحة كـ «مشوار مع مغوار» التي ينظمها فوج المغاوير، يتجنبون البحث في تنظيم أيّ لقاءات أخرى يمكن أن توضع في خانة العمل الحزبيّ. وبناءً عليه، يكتفون بالتفاعل الافتراضيّ حتى الآن، وبذل كل جهد ممكن لإنجاح تظاهرات التيار. يعتقد بعضهم بأن الدعوة الجدية للتضامن مع روكز يمكن أن تحشد أكثر بكثير إذا لم تكن تابعة لحزب سياسي واحد، وخصوصاً أن كثيرين ممن لديهم ملاحظات على أداء التيار الوطني الحر يؤيدون وصول روكز إلى قيادة الجيش، ويرفضون تعميم مبدأ التمديد.

يلفت غابي أبي صعب، أحد «عشّاق» قائد المغاوير، الى أن التبرعات لهذا الفوج بلغت 6 ملايين دولار منذ تعيين روكز قائداً له، في دليل واضح على ثقة كثيرين به.
اللافت وسط «عشاق القائد» تراجع رهانهم على توليه قيادة الجيش، وبدء بعضهم البحث عن مشاريع مستقبلية أخرى. بعضهم بات يريده رئيساً للجمهورية، والبعض الآخر وزيراً، وآخرون رئيساً لحزب التيار الوطني الحر، فيما لا يزال هناك من يتمسك بوجوب إكمال معركة قيادة الجيش حتى النهاية بدل التلهي بعناوين أخرى تسقط واحداً تلو الآخر، لعدم وجود جدية في العمل.